محمد لخديم: حتى نكبح جماح انتشار خطاب الكراهية والتطرف - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


5/27/2021

محمد لخديم: حتى نكبح جماح انتشار خطاب الكراهية والتطرف

مشاهدة

 

          

محمد لخديم


محمد لخديم *

(مسابقة آليات حماية الشباب من التطرف والإرهاب)

إن آفة التطرف والإرهاب تضرب العقول من دون النظر إلى السن أو الجنس والعرق والدين، وفي المجتمعات العربية لاقت بعض الأفكار المتطرفة رواجاً كبيراً خاصة في فئة الشباب. فما الحل إذن لحماية الشباب من أفكار التطرف و الإرهاب؟

لا شك أن تجربة المغرب تعدّ إحدى أخطر التجارب على مستوى الإصلاح الديني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ بعد صعود الملك محمد السادس إلى حكم المملكة المغربية سنة 1999 إثر وفاة الملك الحسن الثاني، أصدر مرسوماً بمنع الفقهاء ورجال الدين وبعض الجماعات الدينية من ولوج وممارسة العمل السياسي، وألزم الفقهاء والخطباء باللباس المغربي الأصيل كدلالة قوية على عدم الظهور بلباس السلفية الجهادية أو أي هوية أخرى غير الهوية المغربية، وذلك لكبح جماح انتشار خطاب الكراهية والتطرف والإرهاب خاصة فئة الشباب.

وبعد تفجيرات 2003 في الدار البيضاء قامت المغرب بالعديد من الإصلاحات، وإحداها كان إعطاء جهاز الديستي (الاستخبارات) جميع الصلاحيات للمراقبة ومطاردة الإرهابيين تحت قانون مكافحة الإرهاب، وتحديث الإدارات الأمنية والاستخباراتية وتبادل المعلومات فيما بينها، وتسخير الفقهاء في السجون المغربية لمواكبة الإرهابيين ضمن خطة بعيدة المدى أسفرت عن مغرب بلا إرهاب.

ويرجع سبب تقبل الشباب للأفكار المتطرفة هو الخطاب المتطرف ومحاولة الجماعات الإرهابية صنع هوية مختزلة لهؤلاء الشباب، لذلك عمد المغرب لمقارعة هذه الهوية بترسيخ الهوية المغربية وتجديد الخطاب الديني ومواكبة الشباب عبر التعليم والتقويم والتكوين.

* كاتب وروائي وباحث، المغرب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق