![]() |
بثينة تيغزة |
بثينة تيغزة *
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
هل مسموح لي الاستهزاء بالمسيح عيسى عليه السلام؟ لا، هذا حرام. هل يحل لي شتم الأديان والسخرية بكتبها السماوية؟ هذا حرام.
اسأل أي طفل عربي هذه الأسئلة، وسوف يعطيك الإجابة نفسها، لأنها عقيدة وفطرة تربى عليها.. إن تعزيز قيم التسامح والتعايش تبدأ من الأطفال، بزرع هذه البذور القيمة فيهم، نحن نحصد ما نزرع.
لنقل لهم إن التسامح والتعايش ليس له لون أو دين، في بعض الأحيان هو ضمير حي، حالة ذهنية، يكمن في تركيب العظام، وفي DNA.. صرخ ذات يوم محمد علي كلاي: "لن أسافر عشرة آلاف ميل للمساعدة في قتل وحرق أمة فقيرة..".
وقد يكون موقف رجل مثل توباك شاكور: "فقلت حسناً، اطردوني من هذا الفيلم الذي قيمته مئة ألف دولار، لأنني لن أمثل دور رجل عصابة مسلم، أرفض أن أمثل أدواراً غير موجودة".
نحن في حاجة إلى قدوة نتعلم منها، ليس السلام فحسب، بل الشجاعة والشهامة التي لا تشترى بالمال، لكن عندما تكون مذموماً مدحوراً، كحال أمتنا اليوم، تسامح أو لا تتسامح.. إن ترسانة إعلامية هائلة تشوه سمعتك ليل نهار، وأنت في كلا الحالتين، متخلف أو إرهابي.. إن صناعة إعلام واعٍ وسينما عالمية، هو الخطوة الأولى نحو تغيير هذه الصورة وتخلي الآخر عن الأحكام المسبقة.. وبالتالي، هدم بيت عنكبوت الإعلام العنصري.
إذا كنا نريد تلقين الأجيال قيم التسامح والتعايش، فلنشرح لهم أنها ممارسة حضارية، يطبقها القوي على الضعيف، فلنسلط الضوء على التاريخ الإسلامي العربي، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند فتح مكة: مَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِن.
التعايش السلمي هو صلاح الدين يمشي من حطين إلى بيت المقدس، يكرم كل صليبي جنح إلى السلم.
التعايش السلمي هو الجيوش الإسلامية تفتح الأمصار، وإذ غنمت تعطف بأهل الدار، بالعفو، لا بالدم والهدم.
التعايش السلمي هو الأمير عبدالقادر، يحقن الدماء في دمشق، ويلجئ المسيحيين في بيوت المسلمين.
* بكالوريوس لغة عربية، الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق