هدى الوليلي: أينما حل التسامح أزهر وأتى بثماره الطيبة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


7/06/2021

هدى الوليلي: أينما حل التسامح أزهر وأتى بثماره الطيبة

مشاهدة

 



هدى الوليلي *

(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)


إن عالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين جميع فئات البشر - على اختلاف أديانهم وأجناسهم - أكثر من أي وقت مضى، نتيجة التفاعل بين الحضارات الذي أصبح يزداد يوماً بعد يوم بسبب ثورة المعلومات والاتصالات، والتي بدورها قد أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح العالم يعيش في قرية صغيرة ممّا يحتِّم على الجميع التفاعل والتعاون من أجل حياة آمنة، ومستقبل أفضل، حيث يعد التسامح حجر الأساس لبناء مستقبل منشود للبشرية جمعاء.

عالم اليوم أنهكته الحروب والصراعات، حتى أصبح بأمسِّ الحاجة إلى التسامح الفعال، والتعايش في سلام، كي يستطيع أن يتخلص من مشاكله وأزماته التي تعصف به، وتهدد تقدمه وازدهاره، فبدلاً من التفاته للبناء والإعمار في شتى مناحي الحياة، هو منشغل بفك الصراعات، وحل الأزمات الناجمة عن غياب التسامح، وما يترتب عليه من عواقب.

وهذا كلّه لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع إلا بترسيخ مفاهيم التسامح الديني وتطبيق مبادئ التعايش بين فئات البشر على تنوعهم واختلافهم، والتعاون بينهم جميعا لخدمة الإنسانيَّة والنهوض بها، والعمل على إرساء الأمن والأمان على وجه هذه الأرض وإفشاء السَّلام العادل والشامل في مختلف الميادين والمجالات.

ولا شكَّ أنَّ الإسلام هو السباق والرائد في هذا المضمار مما يزيد مسؤولية المسلمين تجاه البشرية في ترسيخ مبادئ التسامح وتطبيقه على أرض الواقع، كي تكون الإنسانية أفضل، وأحسن، وتستطيع البشرية التفرغ لعمارة الأرض، وجعلها مكاناً أفضل للعيش.

والخلاصة في هذا المقام أن التسامح والتعايش بين فئات البشر على اختلافهم وتنوعهم ضرورة من ضرورات الحياة التي تستجيب للدواعي الملحة لجلب المنافع ودرء المفاسد، كما أنه تلبية لنداء الفطرة الإنسانية - فنحن جميعاً خلقنا على فطرة سمحة - للعيش الكريم والأمن والأمان والسلام والطمأنينة كي تنصرف الأمم لما هو أهم حيث البناء الحضاري والإنساني.

فأينما حل التسامح أزهر، وأينع وأتى بثماره الطيبة، التي تنشدها البشرية جمعاء.

* بكالوريوس هندسة مدنية، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق