هند حلمي: تعزيز فكر التسامح والتعايش في المجتمعات العربية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


7/05/2021

هند حلمي: تعزيز فكر التسامح والتعايش في المجتمعات العربية

مشاهدة

 

هند حلمي

هند حلمي *

(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)

من منطلق أن التسامح هو هديتك للآخرين، أما النسيان فهو هديتك لنفسك.. على هذا الأساس تصبح أسباب القربى والوفاق بين هذه الشعوب أكثر من أسباب الخلاف. بل هم في معظم الأمر وفي كبر الشأن وعمود النسب متفقون.. ويترتب على ذلك انتفاء الخلاف، وغلبة التسامح، وإزالة الأضغان.

فمثلاً نرى أن الأسرار والإخفاء بأن التمسك غير التعصب، والتهاون غير التسامح، فليس كل متمسك متعصباً، لأن التمسك محافظة المرء على العمل بأوامر الدين ونواهيه، والتعصب بغضه لمخالفيه في دينه بغضاً يحمله على محاولة النكاية بهم، والعبث بما حقن الله من دمائهم، وصان من أعراضهم وأموالهم، وليس كل متهاون متسامحاً، لأن التهاون ترك المرء العمل بما فرض الدين عليه أن يفعل أو أن يترك، والتسامح إغضاؤه عن خلف المخالفين له، بحيث لا يعد تلك الفروق الدينية التي بينه وبينهم وسيلة إلى بغضهم أو مناضلتهم، أو نصب الغوائل لهم، أو سد سبل العيش في وجوههم.

وعليه أيضٍاً في أدبنا الحديث إذا كانت تلك النغمة الجديدة الجريئة التي استعلنت في "خرافة من أجل النقاد" قد أدركها الفناء.. أقول: إن كانت تلك النغمة قد تلاشت فإن نغمة أخرى قد حلت محلها، ولو غيرنا بضع كلمات وتنازلنا عن بعض التسامح، لجاء هذا النص صالحاً لكل المشكلات التي تواجه الواقع من حولنا الآن.

من مبدأ من أين جاءكم هذا التسامح يا أبناء اليوم؟ من أين جاءتكم هذه الغفلة يا شعراء الجيل؟

ويرحم الله أبا الفتح البستي حيث يقول:

ورافِقِ الرَّفْقَ في كُلَّ الأمورِ فلَمْ ... يندّمْ رَفيقٌ ولم يذمُمْهُ إنسانُ

* معلمة لغة عربية، مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق