مصطفى سالم: استراتيجيات تعزيز التسامح والتعايش داخل الحي العربي - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


7/02/2021

مصطفى سالم: استراتيجيات تعزيز التسامح والتعايش داخل الحي العربي

مشاهدة

 

مصطفى سالم


مصطفى سالم *

(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)

بفضل التكنولوجيا العنكبوتية أصبح العالم قرية صغيرة، ويعدّ مجتمعنا العربي أحد الأحياء الكبرى في تلك القرية، مما يحتم علينا نبذ أي سلوكيات قد تثير البغضاء أو التعصب في المجتمع، وأن ننشر روح التسامح بين أبناء هذا الحي الكبير.

ولن يتم ذلك إلا بتهيئة مجتمعنا فكريـاً ونفسيـاً بتطبيق مبادئ واستراتيجيات تحمل في طياتها الكثير من القيم التي لا يتسع لتفصيلها مقام، وإنما خيال قارئ وفكر متمعن يصيد الدرر المخبأة في ثنايا الكلمات.

أما عن الاستراتيجيات فهي كثيرة جداً، لعل أبرزها..

تدعيم أواصر الأخوة بين أفراد المجتمع العربي، وتجاوز الحدود الجغرافية إلى الوحدة القومية المنشودة.

البحث عن المساحات المشتركة بيننا بغض النظر عن الاختلافات النوعية، والتركيز على أوجه التشابه التي يندهش المرء عندما يكتشف أنها أكثر وأعمق بكثير مما يعتقد البعض.

الحد من التعميم المتحيز وانتهاج الموضوعية التي تمكننا من إبصار حقيقة وكنه من يقف وراء الصورة النمطية للآخر من دون تزييف.

الانطباعات الأولى لا تدوم: على عكس المثل الشهير، هذه دعوة لتنحية الانطباعات الأولية جانباً، ولنفسح المجال للتجارب الواقعية كي تكشف لنا عن المعدن العربي الأصيل.

لا تأخذ الخلافات اليومية على المحمل الشخصي، وإن كانت مسيئة في ظاهرها، فهي على الأغلب لا تنطوي على أي إهانة شخصية. ودرب نفسك على التحلي بالرحمة في مواجهة أي صدام قد ينالك في خضم تلك الحياة المفعمة بالأحداث والوقائع. فالمتراحمون المتسامحون أكثر سعادة من غيرهم، لأن السمة الوحيدة التي تؤدي إلى حياة أكثر سعادة هي مستوى الترابط الاجتماعي. كلما كانت الشبكة الاجتماعية للمرء أكبر وأكثر تسامحاً ويتعايش داخلها بصورة أفضل، شعر بسعادة أكبر.

ولكي تكتسب تلك الاستراتيجيات أرضـاً راسخـةً في مجتمعاتنا العربية، لابد للإعلام بشقيه الجمعي والفردي أن يبرز دوره من خلال التواصل الاجتماعي والبرامج والأعمال الدرامية المؤثرة. ولا مانع من تخصيص مساحات إعلانية فاصلة لعرض أفلام قصيرة تبين عائد التسامح على النفس والروح والجسد.

كما لا ينبغي أن نـُغفل دور المؤسسات التربوية في تعليم النشء، ليبقى أثره في النفس كالحفر والنقش.

* بكالوريوس لغة إسبانية ودبلومة الدراسات والبحوث الإسلامية، مترجم وقاص، مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق