إسراء سعيد: المجتمع العربي قادر على التغيير وجعل التنوع الثقافي نعمة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


7/05/2021

إسراء سعيد: المجتمع العربي قادر على التغيير وجعل التنوع الثقافي نعمة

مشاهدة

 

إسراء سعيد


إسراء سعيد *

(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)


في ظل الصراعات الإقليمية السياسية، ونشأة نزعة التطرف الديني التي يعيشها المجتمع العربي في بعض المناطق، أصبح الانقسام وعدم تقبل الآخر واقعاً مريراً، جعل عدداً من المجتمعات تقع في حفرة الطائفية المظلمة، وذهبت بهذه النزاعات إلى أبعد من حجمها الطبيعي، كونها صراعاً سياسياً قائماً على المصالح التي تتبدل من حين لآخر، يذهب ضحيتها مجتمع منزلق نحو التعصب والانشغال بالخلافات بدلاً من التقدم، لذا كان لا بد من إيجاد طرق لتعزيز التسامح والتعايش، لخلق مجتمعات سلمية تنهض بأوطانها وتتقبل الاختلاف.

إن التسامح والتعايش هما الركيزتان اللتان تبنيان مجتمعاً متقدماً متعدد الثقافات، وإن إحدى طرق تعزيزهما هي تعديل المناهج التعليمية ومراقبة سلوكيات المدرسين في التعامل مع من يختلف معهم سواء في الدين أو الجنس.. يقوم المنهاج الجديد على فكرة تقبل الآخر، وأن ذلك لا يعني الإيمان بمعتقداته، وأن تنظم وزارة التربية رحلات مدرسية لدور العبادة بالتنسيق مع الشخصيات التي ترعاها، وتأكيد هذه الشخصيات على رسالة كل الأديان بالدعوة للمحبة واحترام الآخرين.. كذلك مشاركة الأهل في حضور هذه الجلسات، إضافة إلى التركيز على دور النساء في المجتمع، وفكرة قوامة الرجل ليس المقصود بها التقليل من المرأة، وكبح حريتها، وتبيان أن كل الأديان كرمت المرأة، ورفعت من شأنها، وجعلتها رمزاً للتضحية والعطاء، وكذلك تشديد العقوبة على كل من يخالف هذا النهج، كالخصم من درجاته في المرة الأولى، والفصل في الثانية، وحرمان الأهل من الانخراط في مؤسسات الدولة حال ورود أي شكاوى عنصرية يقدمها أبناؤهم.. إضافة لمراقبة خطابات رجال الدين، والتأكد من خلوها من أي فكر تحريضي.. كل هذا يتم بشراكة لمتابعة السلوك السلمي للتعايش من قبل وزارة التربية ومؤسساتها التعليمية وللرموز الدينية.

في الختام، إن مشاركة اطراف المجتمع مع مؤسسات الدولة للمساهمة في بناء جيل واع بعيد عن التطرف ونبذ الآخر هو السبيل الأفضل للأفراد والمجتمعات، لجعل الدول العربية بصورة وواقع أفضل مما هي عليه، فالمجتمع العربي قادر على التغيير وجعل التنوع الثقافي نعمة عظيمة له لا نقمة عليه.

* مهتمة بالكتابة، لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق