محمد المرتجى: لنقتل كل فكرة سيئة تؤدي إلى بوادر تفرقة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


7/04/2021

محمد المرتجى: لنقتل كل فكرة سيئة تؤدي إلى بوادر تفرقة

مشاهدة

 

محمد المرتجى


محمد المرتجى *

(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)

عند النظر الى جل مشاكل المجتعات العربية سواء الأفريقية أو الخليجية نجد أن المشاكل تنبع من التفرقة والتمييز، ولعل من يقرأ لاحظ في بداية حديثي تفرقة للمجتمع العربي إلى خليجي وأفريقي وهو فكرٌ خاطئ.

تتنوع المجتمعات العربية بتنوع بارزٍ حقاً يمكن حصره وملاحظته من جميع التنوعات الشكلية أو الفكرية والثقافية والدينية حتى، وهو ما ينمي فكرة أن هذا الشخص مختلف عني بشيء، لا أنا ولا فلان قد قرره، فكلنا ولدنا على فطرة من قبلنا وملامح أجدادنا، ولم نولد مخيرين في أشكالنا ولا حتى أدياننا.

وتبدو الاختلافات التي نواجهها جميعاً محصورةً في من يؤججون هذا الصراع، ويحسبون أنها قضية، فتجدهم يعتلون المنابر مجاهرين بأحقية من بماذا وكيف أتى إلى هنا.

أقرب الأمثلة ستجدها إذا خرجت خارج بلدك الجميل المتشعب بالمشاكل العنصرية والقبلية، إذا وجدت ابن بلدك يسير في الطريق المعاكس سيصيبك الحنين إلى موطنك، وستذهب مقبلاً بالسلام، وكلاكما سيبتهج من فرط السعادة. والدتك الكريمة ستتصل بك من باحة منزلكم لتسألك عن وجود عربٍ معكم وليس بالضرورة مسلمين، فيطمئن وينشرح صدرها عندما تسمع أن سكان حيكم في بلدٍ غريبة هم من المغرب أو من مصر أو الصومال واليمن والأردن.

يجب البدء بجيل قويم من الصغر، منذ لعبهم بالتراب، وتلك المرحلة الصغيرة جداً أن يلقن كل طفلٍ أن فلان هو ابن بلدك، وإن كان مختلف الفكر فهو ابننا.. فلان يذهب إلى الكنيسة هو ذخر لوطننا، فلندع مجتعاتنا العربية تنهض بعد أن ذاقت خراباً، فبعض هذه الأوطان قد أهلكت بسبب مشاكل لم تنتج فيها سوى الركود إن لم يكن الخراب، فلنقتل كل فكرةٍ سيئة تؤدي إلى بوادر تفرقة.. لننهض بأوطاننا الصغيرة، وإن نهض الوطن الصغير فسوف تنهض 22 دولةً أخرى خلفه.

* طالب جامعي بكلية الهندسة المدنية، السودان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق