![]() |
فيصل القحطاني |
فيصل القحطاني *
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
كُلّ الأوطان وإنَّ فرقتهم الخرائط وسياج الحُدود، وتباعد الأمصار، إلّا أن هناك طيور تريد العناية السَّليمة وماء الحب، لتظل مُحلقة تجوّب أطياف العالم، وتأنس بها البشرية، وترفل في نعيم جمال مناظرها الباذخة، وبهاء طلّتها، لتعيد لهم أمل الحياة المفقود، وتغمرهم بنوع من الحريات المسلوبة، نتيجة المفاهيم الخاطئة عن الطُّيور المُرفرِفة.
ولتصبح الطُّيور إحدى مكوّنات حياتنا العامرة بالصخب والضجيج، والتشاحن غير الصحي، والتباغض المميت.. علينا دعمها بكل ما أوتينا من قوة، وأن نمسح عنها النظرة القاصرة اتجاهنا.. ومن طرق الدعم المثمرة والناجعة بإذن ا:له
أولاً: يجب أن نحترم الطير، وأن نبعد عنه الأذية، ونمنحه حرية التحليق في الأرجاء من دون المساس بطريقة طيرانه، وإن اختلفت أجنحته عن الطيور البقية التي نُحب. فالاحترام مبدأ أساسي لبقائها طائرة.
ثانياً: نبذ الكارهين للطيور، المتعصّبين ضد الأجنحة المحلقة، والتحذير منهم، وعدم السماح لهم بالتعدّي على الطيور واقتناصها، لكي لا يتسنى لهم حبسها في أقفاص التنابذ، وإحاطتها بسياج الحقد البغيض.
ثالثاً: زرع بذور الحب في قلوب الناشئة لكل الطيور، والتعاهد بسقيا المحبة دون كلل أو ملل، وتعليمهم بأن كل طائر له رونقه الخاص الآسر، وأنَّ ما ضرب جناح في الهواء إلا له توجه، ومعنى قد لا نتفق في طريقه، ولكن نحترمه، ونقدّر له مسلكه ودربه.
تلك الدعائم، هي ذخائر قويّة، وأركان ركينة لدوام الاستمرارية لكل الطيور في العالم، دون رؤيتها مصابة أو إعياء ينالها جرّاء المفاهيم الخاطئة المائلة عن الحق، والبعيدة كل البعد عن الصواب، والطريق القويم.
الروائي أيمن العتوم في إحدى رواياته يقول: "كم يحتاج الإنسان ليعيش سعيداً مع نصفه الآخر؟ غرفتان وقلب".
ونحن لنعيش في عالم فسيح بأرواح متكاملة لا تشوبها شائبة الضغينة، غرفتان من تسامح وتعايش، وقلب يظللَه الاحترام والمودة.
* خريج مبادرة حرف، مهتم بالكتابة، السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق