![]() |
رضى قنوت |
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
التسامح هو الركيزة الأساسية التي يمكن أن يرقى بها الفرد أو المجتمع لأعلى مرتبة، أو العكس أيضاً، بغض النظر عن أنواعه، إلا أنه يخفي في طياته العديد من الأشياء المشتركة عامة، مثل الاحترام والحوار وفهم الآخر، وتقبل الأفكار المختلفة أو نقدها من دون إدخال صاحبها في النقد، ارتكاز مبادئ وأخلاق، وعقل واعٍ، عقل يبحث عن الحلول، وهذا يشمل الأفراد والمجتمعات.. وبتعبير أدق، يشمل الإنسانية عامة، وإلا كيف يمكننا القول عن الفرد إنه إنسان، إن لم يكن متسامحاً؟
إن آليات تعزيز فكر التسامح والتعايش منبعها التربية، كأول خطوة على طريق طويل، التربية القائمة على الإنصات والحوار البناء، وزرع التوجيه الواعي، والتفكير والتريث قبل اتخاذ القرار، لأن هذه الأساسيات ستكبر مع الابن، وستبقى لأنها جزء من هويته، وهذا ما برع فيه الغرب، لإدراكهم ماهية التكوين، وبقينا نحن العرب متأخرين، ومنقسمين، ومتسائلين كيف نبدأ؟ على الرغم من كوننا الأصل في أغلب الأشياء.
بعد الوالدين يأتي الدور على المؤسسات التعليمية، من واجبها التربية قبل التعليم، وكل الأساسيات التي ذكرناها لن تتغير، حتى من قبل المراكز الثقافية والتعليمية، ستبقى ممتدة على اختلاف الأماكن التي يقصدها ذلك الإنسان، وبدوره يكون مؤثراً هو الآخر، مؤثراً على كل من تربطهم صلة به، وبدورهم سيؤثرون في غيرهم، وهكذا... امتداد سميك عملي، له نقطة بداية.
إن الشيء المشترك بيننا كشعوب عرب، أو حتى الغرب، أننا أناس، ولنحافظ على هذه الإنسانية، من واجبنا التعايش، وتقبل بعضنا البعض برغم الاختلافات الدينية والعرقية والجنسية، برغم اختلاف المعتقدات والأفكار والأهداف، برغم اختلاف النشأة والأوساط، برغم الاختلاف في كل الأحوال، فنحن الإنسانية جميعاً، إنسانية لن ترقى، ولن تحافظ على بقائها، إلا إذا كان أساسها التسامح، الذي بدوره يشمل عوامل عدة تسمح باستمرارنا على هذه الأرض في سلم وسلام، وأمن وأمان، من دون تخوف من شيء، وبالتالي كلنا مسؤولون عن زرع التسامح في كل من لنا صلة بهم، لأنه الجوهر لامتداد وجودنا بشكل سليم.
* طالب جامعي، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق