![]() |
حاتم إبراهيم |
حاتم إبراهيم *
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
إن المودة والتسامح ليسا بحاجة لأن يكونا في مادة علمية كي يعرف عنها جميع أبناء وطننا العربي، فهما فطرة نبتت داخل أوردة قلوبنا منذ أن ولدتنا أمهاتنا، نعم قد يغفلها البعض، وأيضاً يدركها آخرون، وأكثر معانيها مغروزة في أفئدتهم، لكنها كالمياه الراكدة في حاجة لأن تترقرق.
لبّ الموضوع لا يكمن في مصطلحات وتعريفات، بل من خلال إحياء المواقف التراثية التي كان عنوانها التسامح والحب والمودة بين العرب وبعضهم البعض، ومن خلال منصات الإعلام المحلية لكل دولة.. والقنوات العربية بشكل عام، ومن خلال المواد التعليمية وكتب التاريخ لكل دولة، حتى يتم تسليط الضوء على التسامح في قلوب أبنائنا.
لن ينبذ التسامح إلا لو اتخذنا موقفاً ضد أية حروب ومناوشات دامية بين دول العرب، ونستشهد بمواقف تاريخنا العربي في إهداء النفوس.
فمنها موقف "الحارث بن عباد" في حرب البسوس التي استمرت حوالي 45 عاماً، وقدم الحارث حياة ابنه "بجير" لوقف الحرب بين الطرفين.
نستثمر مواقف تراثية أخرى مثل ما فعلت الإذاعة السورية، وذلك عندما قال الإعلامي السوري الهادي البكار الذي كان يعمل في إذاعة دمشق مقولته الشهيرة «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك لبيك يا مصر» رداً على غارات العدوان الثلاثي 1956 التي قطعت خطوط الإذاعة المصرية.
نُنير المساندة المصرية وخروج الشعب المصرى في الميادين دعماً ومساندة للثورة الجزائرية قديماً، ولا ننسى فتح مِصر لمعبر رفح مراراً وتكراراً لاستقبال مصابي وأهالي فلسطين الحبيبة. ويجب ألا نغفل احتضان وطننا العربي للصومال حينما صرخت مستغيثة وانتشلها من مجاعتها.
والكثير والكثير من المواقف الحميمية بين بلدان العرب رفعت بها راية التسامح والتعايش بينهم، فقط نحن بحاجة للتنقيب عنها وإخراجها للنور، ونرويها لأبناء هذا الجيل من العرب، حتى نُحيي في أفئدتهم معايير الحب والتسامح، ومنها تنعكس الصورة وتطغى على مجتمعاتنا، ونصبح مجتمعات خالية من النفوس المُعادية والمريضة.
* مؤلف ومعد برامج، كاتب، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق