محمد شيماوي: هناك الكثير من الأدوات لإصلاح العطب - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


7/05/2021

محمد شيماوي: هناك الكثير من الأدوات لإصلاح العطب

مشاهدة

 

محمد شيماوي

محمد شيماوي *

(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)

في بَلدي السّودان، الّذي أحْسَبُ أنَّ أهْلهُ مِنْ أهْلِ الإحْسانِ والكرمِ للغاية، ثمّة ألفاظ ونكات مُتوارثة وذاتُ طابعٍ عُنصريّ، لا أستَطيعُ أنا نَفسي في بعضِ الأحيان أن أتحاشى الإتيان بها مِن فَرطِ تَرَسُّخِها في عَقلي. لكن كونَ أنّ هذه المُشْكِلةَ تَسْري في معظم المجْتمعات، فهذا أمرٌ مفهوم، وخاصةً في مُجتمعاتِنا العربيّة، وذلكَ لما فيها من فوارقَ اجتماعية واقتصادية شَديدة.

والمسؤوليّة، في نظري، تَقعُ على الحُكوماتِ والشعوبِ على حدٍّ سواء. لكن الخير في رأيي يُرجى من الشّعوبِ أكْثرَ، برغم أن للحُكوماتِ الكّثير من الأدواتِ لإصلاح العُطْب.

وقد يكون من بين هذه الأدوات:

1- أن توفر لنا حُكوماتُنا برامجَ للتطوّعِ في المناطقِ المنكوبة، كدارفور في حالةِالسّودان، كيْما يجْتمعَ النّاسُ فيْ ساعةِ خيْرٍ و يتعرّفوا على بعْضِهم أكْثر، ذلك أنَّ الكثير منْ سُكّان المُّدنِ الصّغيرةِ أو المناطقِ المهمَّشةِ في كافَّة أنحاء العالم يشْعُرون بالتَّهميش، وبالتالي تزدادُ عِنْدهم مشاعرُ الكُرهِ لأهلِ بقيّة المناطق الّتي تكونُ فيها جودةُ الحياةِ أحْسن. وبالطّريقة ذاتها، فإنَّ بعض أهلِ المُّدن الكبيرة يشعُرون أنَّ سُكّان الأرياف يكرهونهم ويحمِّلونهم أوزارَ فشلِ الحُكومات. وبالتّأكيد أنَّه لوْلا البُعد والجّفاءُ الحاصِلُ بيْن الطّرفينِ، لما كانَ لكُلِّ هذهِ المُشْكلةِ وجود.. وقد يكونُ التطوّعُ في حالاتِ الكوارثِ الطبيعيّةِ ونحْوه، أو حتّى في الأوقاتِ العاديّة.

2- أن يزْدادَ الإنْفاقُ على مؤسَّساتِ الهلالِ الأحْمر في بُلداننا، وكذلك على كُلِّ المؤسَّساتِ الّتي قد تنْفعُ في مسْألة تَقريْبِ وجهاتِ نظرِ أفرادِ مُجْتمعاتِنا وقبائلها.

3- أن تُسهِّل الجهاتُ المعْنيّةُ مِنْ عَمَليّة تَدفُّق المعْلوماتِ الّتي تَدْعو للتَسامُحِ وتُقيّد تِلكَ الّتي تَدْعو للخِلافِ والكراهيّة.

4- سَنُّ القوانينِ و التَشْريعاتِ الّتي تَخدُمُ قَضيّة التّعايشِ وتَنْبذُ الكّراهيْةَ وتحْمي اللاجئينَ والأقليّاتِ الإثْنيّةِ والعِرقيّة، وجَعْلُ الكِّلْمِ الطّيْبِ الّذي يَدْعو للتّسامُحٍ منْ شُروطِ النَّشْر الأدبي، لكونِ هذه القضيَّة تَمُسُّ أمْنَنا القومي.

وفي رأيي، إنَّ كلَّ هذا سَهْلٌ مَيْسور، إذا ما توفَّرت الإرادة.

* طالب جامعي بكلية الآداب، السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق