![]() |
أمال زبيد |
آمال زبيد *
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
إنّ الرّغبة في جعل السّلام قيمة عربيّة بامتياز، وتقدير التنوّع الثقافيّ والهوّياتي، هو ما يجعل من البحث عن طرقٍ ووسائل لتعزيز فكر التّسامح داخل المجتمعات العربيّة ضرورة ملحّة.
ممّا لا شكّ فيه، أنّ من بين أهمّ هذه الطّرق وأكثرها أوليّة يبدأ باستيعاب فكرة أنّه لكلّ بلد عربيّ خصوصيته التّاريخيّة والجغرافيّة والثّقافيّة والاجتماعيّة والسيّاسية والاقتصاديّة، التي تسمح له بالتّفكير وِفقاً لنهجٍ معيّن قد لا يكون بالضّرورة مناسباً مع نمط تفكير بلد آخر حتّى لو كان هذا الأخير يشاركه اللّغة نفسها. وحتّى أنّنا قد نجد داخل نفس البلد أشخاصاً تتباين خلفيتهم الثّقافيّة ومعتقداتهم وآراؤهم وممارساتهم. وبالتّالي فإنّ التّوقّف عن الاعتقاد بأنّ قناعاتنا الشخصيّة ليست عالميّة وكونيّة، هو ما يهيئ أرضية خصبة لاحتضان التّسامح والتّعايش بيننا وبين الآخر، فلكلّ مجتمع أو فرد الحقّ في تبنّي أفكارٍ وممارسات نابعة عن قناعاته الخاصّة، والكيفية التي يرى بها هذا العالم شريطة ألّا يضر بالآخرين وحقّهم بالفعل أو عدم الفعل. فالاختلاف هو ما يجعل المجتمعات العربيّة جسداً واحداً ثريّاً بتنوّع ثقافاته وعاداته.
ومن بين أهمّ الطّرق أيضا لتعزيز فكر التّسامح والتّعايش هو إدراك أنّ نجاح أيّ مجتمع عربيّ - حتى لو لم نكن ننتمي إليه - هو بالأوّل والأخير نجاح للمجتمعات العربيّة ككلّ. لأنّ التّسامح هو طريقة تفكير وشعور سليمة تتأسّس على مُثُل مثل الإيثار واللّاعنف والاحترام.
هكذا، تسهم طرق من قبيل احترام المجتمعات العربيّة وأعضائها قيم بعضهم البعض التّي ليست بالضّرورة أن تكون متشابهة، وقدرتهم على تحمّل الأفكار الجديدة المخالفة لهم، ومساندتهم المتبادلة لبعضهم في النّجاح والفشل على حدّ السّواء، حتماً في تشييد وشيجة المحبّة الخالصة والمودّة والتّعايش في المجتمعات العربيّة.
* بكالوريوس علم اجتماع، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق