![]() |
نزار عريش |
نزار عريش *
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
التسامح نبذ العُّلو والغُّلو، والتعايش صهر التعالي وتذويب التسامي..
لو كانت النواميس الكونية تتخذ من المبادئ السامية رموزاً لها لكان هذان المبدآن على عرشها متربعَين، نتسامح لنعيش، والعيش هنا لا يعني المفهوم الكمالي، بل أعمق ما فيه من قِيمٍ ونُبل.. التعايش فطريٌ عند كل الكائنات مع أبناء جِلدتها، والتسامح رهين باستخدام الفطرة اللّبِيبة التي تُميِّز بني البشر.
كل الشرائع السماوية حثّت على التسامح وعلى التعايش، وقد تبدوان كلمتين خفيفتين على اللِّسان، لكن وقعهما ذو أثَرٍ بالغٍ على المجتمعات، عاداتنا، تقاليدنا، طقوسنا، أفراحنا ومسراتنا، أحزاننا وأفراحنا..، لن تتم بشكل لائق إلا باتسامها بهما، خُلق الإنسان فرداً، ولا يمكن أن يبقى لوحده ولو استطاع مع ذلك صبراً.
التعايش السلمي والتسامح الفكري والتفتّح الدِّيني والمذهبي من تعاليم دِيننا الحنّيف، ومن يبتغِ غير هذا فهو على المسلك والمنهاج الجارِم، فلندَع التعصّب القائم على الخطاباتِ المليئة بلغةِ الخشب والفائِحة منها رائحةُ الزّيفِ والنفاقِ وذرِّ الرّماد في العيون، ولنعِش كعشائر مِلْؤُها الود والأُلفة والحُنو، حينها فقط سنحيَا لنتكامل…
* مهتم بالكتابة، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق