![]() |
أحمد طلعت |
(مسابقة طرق تعزيز التسامح والتعايش في المجتمعات العربية)
"سامح من أجل أن تُسامَح".. عندما سمعت تلك الكلمات أول مرة اهتز الوعي الخاص بي، لكوني أحتاج تلك الصفة لأتحرر من مشاعر الغضب ورفض الآخرين، وأدركت أن المشكلة في رؤيتنا للأمور على غير حقيقتها، نتيجة للتمحور حول الذات.. والتعايش عملية مستمرة نمارسها يومياً، وهي تعني - على حدّ فهمي - التقبل.. لابد أن نتقبل فكرة أننا لن نستطيع تغيير العالم، بل نركز على تغيير أنفسنا، وندرك مشاكلنا على حقيقتها.
الحل في التغيير واكتساب الوعي.. لن نسامح أحداً حتى نتقبله، ولن نقبله حتى نقبل أنفسنا، ولن نقبل أنفسنا حتى نعرف حقيقتها، ولن نعرف الحقيقة إلا بالوعي.
الحل من وجهة نظري المتواضعة لتعزيز فكر التسامح والتعايش في المجتمعات العربية هو إنشاء مراكز إعادة تأهيل السلوك تساعد على التخلص من السلوكيات المدمرة والمفاهيم المغلوطة، وضع برامج توعوية في المناهج التعليمية خاصة بالجانب النفسي والمبادئ الروحانية بشكل مناسب لكل مرحلة تعليمية، تساعد الطلاب على اكتساب الوعي بأنفسهم الحقيقية وبناء شخصيات سوية لهم تساعدهم في التعايش بأسلوب حياة متزن ومناسب لظروف بلادنا.. إنشاء قنوات تلفزيونية تتناول كيفية التصرف في المشاكل اليومية بشكل جماعي، وخاصة بكل دولة عربية، لتناسب قوانينها وتقاليدها.. تعزيز فكرة زيارة الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي بشكل دوري ومستمر، وأُرجِح إنشاء قسم لذلك التخصص في معظم المنشآت.
يجب أن نرتدي عباءتنا الخاصة التي تناسب مجتمعنا العربي، المُفَصلة خصيصاً لنا، فارتداء عباءة الغرب يوهمنا بالتطور والتعايش، ولكنه لايزيدنا سوى إحباطاً ورفضاً للآخر.. التسامح والتعايش مع الآخر يحتاج إنساناً سوياً يعرف نفسه جيداً، ويرى أخطاءه في حق الآخرين، ويستطيع أن يسامح نفسه حتي يقبل أخطاء الآخرين، ويقبل بشريتهم ويسامحهم ويتعايش معهم.
* معالج إدمان، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق