![]() |
نورالدين خالد |
(مسابقة تمكين الشباب العربي في بلدانهم)
تحتاج إدارة البلاد للمزيد من الحكمة، والديمقراطية، والفكر المتفتح. وهذا لا يقتصر على إفساح المجال للشباب في إدارة البلاد فقط، وإنما يكون بآليات محددة. لا تقتصر على اختيار المتفوقين علمياً، أو من يتحصل على أعلى الدرجات، ويحصد التقديرات المميزة فقط. وإنما بمن يملك موهبة الانسجام والانصهار مع الآخرين، وإنكار الذات في العمل الجماعي.. إدارة البلاد ليس أمراً هيناً؟
وإنما أمر جلل، يحتاج للحنكة، والفكر المتجدد وهذا لا يتحقق إلا بوجود أجيال جديدة، متفتحة الذهن، مرنة التعامل لا تنحاز لآرائها وأفكارها بتطرف، وإنما تحيزها لا يكون إلا للدولة. أما عن آلية اختيار هؤلاء، قادة المستقبل، فيكون عن طريق لجان تطوف الجامعات، والمدارس.. تجوب الدولة من شمالها لجنوبها مروراً بغربها وشرقها، بعد تعميم إعلان عن الموهوبين في شتى المجالات. وظيفة هذه اللجان أن تحصي هؤلاء، وتجمع أسماءهم في كشوفات خاصة. كل كشف خاص بمجال، يتم التواصل معهم، والتصفية ما بينهم، من خلال اختبارات لتحديد المستوى.
ومن يجتاز هذا الاختبار ويتفوق، يتم استقباله من قبل المتخصصين لإثقال موهبته وتدريبه جيداً على الأقل لمدة عامين. ثم ينخرط في مجال العمل تحت التدريب، ووضعه تحت شتى الضغوط. من يصمد منهم ويتفوق يستحق أن يلحق بالركب الرئاسي المعاون للوزراء والمسؤولين. وبذا نكون قد خلقنا جيلاً جديداً، كله وعي.. وعلى دراية تامة بالدور الملقى على عاتقه. فليس كل مسؤول وجد في مكانه عن رضا وقناعة.
الفارق الوحيد بين مسؤول مر بخطواتنا المقترحة، وبين مسؤول وصل لمكانه بالطرق المعتادة.. أن المسؤول الشاب وصل لمكانه، لأنه لا يتقن إلا هذه المهنة.. وصل إليها بحب، أما الآخرين وصلوا إليها عن طريق الصدفة، أو لأن الوضع يحتم عليهم ذلك، فوجدوا أنفسهم في أماكنهم الحالية، كل همهم المحافظة على المنصب قدر المستطاع، يعملون دون شغف حقيقي، دون رغبة في التطوير.. دون أن يفكروا، أن يبحثوا، أن يحلموا.
شتان ما بين العمل بحب والعمل بالإجبار. نريد جيلاً من المسؤولين يعشقون ما يعملون، وليسوا مجبرين على ما يعملون..
* طالب بكلية الفنون التطبيقية، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق