تيمور العزاني: حاضرٌ يَصنَع المُستَقبل - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


4/28/2022

تيمور العزاني: حاضرٌ يَصنَع المُستَقبل

مشاهدة

 

تيمور العزاني


تيمور العزاني *

(مسابقة أساليب تمكين الشباب العربي في بلدانهم)

إن المجتمع العربي بطبيعته مجتمعٌ شاب؛ إذ تبلغ نسبةُ الشباب فيه 70%، ويتصدرون النسبة الأعلى على حساب الفئات الأخرى، في حين أن دولًا بل قارات تفتقر لهذه الطاقات الجبارة، وتحاول جاهدة تعويض الانخفاض الحاد في أعداد الشباب، فعلى سبيل المثال تُنعَتُ أوروبا بـ"القارة العجوز" بسبب افتقارها للعناصر الشابة والمنتجة وارتفاع نسبة الكبار في السن داخل المجتمع.

إن هذه الطاقة الجبارة والفتية يجب الاستثمار فيها وتوفير الفرص المناسبة لها، وضمان جودة وصولهم كشباب من الجنسين إلى الموارد التي يحتاجونها، والتي تساهم في تعزيز نماء المجتمع وازدهاره، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي فحسب؛ بل على مختلف الأصعدة "السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والنفسية، وغيرها..." في تنامٍ مطّرد يضمن للشباب والشابات الحضور بفاعلية في تطوير الحاضر وصناعة المستقبل. ولا يمكن أن تتأتى هذه الثمار إلا بتبني خططٍ مُحكَمةٍ وجريئةٍ توفر للشباب مقومات النجاح التي يحتاجونها، وعلى رأسها جودة التعليم الذي ينعكس بإيجابية في المخرجات التي تُصَدِّرُها الجامعات والمرافق العلمية الموازية لسوق العمل.


يجب أن نثق بإبداعات شبابنا وأحلامهم ونحترم رغبتهم في القيادة وتولي زمام المبادرة، ونقدم الدعم والمساندة لأي جُهدٍ شبابي يسعى لتمكينِ دورهم في المجتمع، والنظر إليهم بوصفهم روحًا منتجةً تواقةً للمستقبل، والتركيز على تنمية الجوانب القيادية في شخصياتهم، فلا يمكن للمجتمع أن يسمو إذا لم يُشِد أبناؤه وبناته هذا السموَ، ويتسابقون في رفع لواء مجده عاليًا على كافة المستويات بتناغمٍ وانسجامٍ خلاق بين هِمَة الشباب وحِكمة الكبار، ويمكن ذلك أيضًا عبر استلهام تجاربَ لشبابٍ ناجحين في أي مكان من العالم، ونقل التجاربِ الفاعلة إلى مجتمعنا وتكييفها بما يتوافق مع ثقافتنا وإرثنا الحضاري العريق، والعمل على إنشاء شبكاتِ دعمٍ مجتمعيةٍ عابرةٍ للحدود تدعم الجهود الشبابية وتناصرها في أي بقعةٍ من الوطن العربي الكبير.

* بكالوريوس في الأدب العربي، مهتم بقضايا الشباب، اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق