رانيا إمام: دمج الشباب العربي في ثنايا المجتمع - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


4/18/2022

رانيا إمام: دمج الشباب العربي في ثنايا المجتمع

مشاهدة




رانيا إمام *

(مسابقة أساليب تمكين الشباب العربي في بلدانهم)


تعيشُ مجتمعاتنا العربيةُ اليوم صراعاً كبيراً بين الظروفِ المعيشيّة الصّعبة وبين رغبتها ببقاء شبابها ومنعهم من الهجرة، كي يسهموا في تطويرها والخروج بها من متاهات والضياع، وبذلك تنافس البلاد المتقدمة من حيث الازدهار والتعليم.

أضحت هجرةُ الشّباب وقودَ الرّكود والفراغ، وهدم ما تبقّى من الأمل بحياةٍ زاهيةٍ وخالية من الانهزام، حالة موجودة في بعض البلدان..  لذلك فنحن بأمسِّ الحاجة إلى إيجاد حلولٍ سريعةٍ وإنقاذية تعود بعجلة الإنتاج والرغبة بالعمل الجاد بقوّةٍ وثباتٍ أكثر من ذي قبل.

أعتقد أنّ أحد الحلول الجديرة بالذكر، والتي يمكن أن تحفّز الشباب للبقاء في بلده والمساهمة في تطويره هي غرسُ الشّعور بالانتماء، وبأهميّة وجوده كفردٍ أساسيّ لا يُمكن الاستغناء عنه في ظلّ الظروف الصّعبة والإغراءات الكبيرة، التي لامحالة ستدفعه إلى الهروب لكي يجدَ ذاته في مكانٍ آخر وبلدٍ يُشاطره طموحاته وآماله ويشعره بقيمته الإنسانية و العلمية. 

لذلك علينا أن نضع بين يديّ شبابنا أدوات الطّموح والعلو بفكرهم إلى المعنى الحقيقي للنجاح، وإحياء روح العمل في مختلف مجالات الحياة، وإحاطتهم بالحبّ والتقدير، و انتقاء المبدعين منهم ورفدهم بكلّ ما يُتيح لهم إظهار قدراتهم وذاتهم، وتكريمهم حتّى لأبسط إنجازاتهم. 

 والناحية الأكثر أهمية هنا، هي الاهتمام بأفكارهم الخلّاقة ورغبتهم الصاخبة بإنشاء مشاريعهم الخاصة وإن كانت صغيرة، فهي الباعث الأكبر لروح الانتماء و الرغبة بالمضيّ قدماً، فبدونها يختفي في نفوسهم الشعور بأنّ لهم حقاً أيّ نصيبٍ ببلدهم. 

يجب الوقوف معهم حتّى تلاقي خطواتهم الحيرى بيئةً مناسبةً تبعثُ الحياةَ في ربوع المجتمع، وتنجي سفينته من غرقٍ محتّم. 

وأخيراً، نستطيع القول إن السّعي وراء تمكين الشباب ودمجهم، يجب أن يكون من أولويات أيّ مجتمعٍ يبحثُ عن مفاتيح بوابة المستقبل المزهر للوصولِ بشبابه إلى أقصى درجات التميّز بين شعوبِ العالم، إذ لا ينقصُ شبابنا العربيّ إلّا التحفيز والشّعور بأنّهم دعامات المجتمع الذي لا يقومُ إلّا بهم.

* مدرسة لغة إنكليزية، مهتمة بالكتابة والأدب، سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق