![]() |
عبدالرحيم سكري |
عبد الرحيم سكري *
(مسابقة أساليب تمكين الشباب العربي في بلدانهم)
إن الشاب العربي مهووس بهويته، وشغوف بوطنيته، ومحب لثقافته، ومسالم اتجاه غيره، ومتى سنحت له الفرصة، وقدمت له يد المعونة، وآمنت بقدراته المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلا وستجده شاباً منتجاً، نافعاً لذاته وخادماً لوطنه، ومن ثمة، فلا غرو في أن ما نرى من رغبة الشباب في العمل داخل بلدانهم، إنما يدل على الحياة التي تنطوي عليها ذواتهم، فالإنسان الذي يريد ويرغب في شيء ما بطبعه حي، وما دامت هناك حياة، فإن ثمة الكثير من الفرص للابتكار والتجديد والاختراع.
الشباب رأس مال لا ينضب، والنظر إليهم بوصفهم مصدراً للترقي في سلالم النهضة، من شأنه أن يجعل منهم هدفاً من أهداف صناع القرار والمسؤولية، وهذا هو أس قضية تمكين الشباب في بلدانهم، الشيء الذي لا يمكن له أن يتأتى من دون إرادة سياسية في المقام الأول، ورغبة شبابية في المقام الثاني، وإمكانات لتحقق التمكين في المقام الثالث. وفي تصورنا، أن المسألة لا تخرج عن هذه الثلاثية المتضافرة، ذلك أن المتأمل في أساليب تمكين الشباب في بلدانهم، سيتبين له أنه كلما كانت هناك رغبة سياسية، إلا وانعكس ذلك على واقع تمكين الشباب من فرص الشغل التي تتاح لهم، والمشاركة السياسية التي تنقصهم، والنهل من العلوم التي ستفيدهم، ونأي الأدمغة عن الهجرة إلى الغرب بوصفها عائقا اتجاه تقدم بلدانهم.
وحري بنا أن نشير إلى ما تكتسيه رغبة الشباب وإرادتهم من أهمية، تتصل بمسألة الإمكانات المتاحة في البلدان العربية، ذلك أنه مهما كانت تتميز به دولة ما من إمكانات لتمكين شبابها، لا يمكن لذلك أن يتحقق على أرض الواقع، ما لم تكن هناك رغبة نابعة من صلب اهتمام الشباب أنفسهم في التمكين، ومن ثمة، فالعلاقة بين الإرادة والرغبة والإمكانية هي علاقة ترابط وتكامل.
ما الذي يجعل من هجرة الشباب في اتجاه الغرب تقل بالانتقال من بلدان شمال أفريقيا إلى الخليج العربي مثلاً؟ إن المسألة تتعلق بواقع التمكين نفسه، ذلك أن فرص الشباب في شمال أفريقيا على الرغم من الإمكانيت المتاحة تظل ضئيلة، مقارنة مع ما هو عليه الحال في دول الخليج، التي قطعت شوطاً مهماً في تمكين شبابها من سبل الرفاه والممكن المتاح، وغيرها من أساليب التمكين التي صارت واقعاً محققاً أمامهم في شتى المجالات الحيوية.
ولهذا، فإن أساليب تمكين الشباب، تقتضي إرادة سياسية صلدة، وعزيمة شبابية ملحة، وإمكانية للتحقق واضحة، مع الأخذ بعين الاعتبار، خارطة عمل، تشرك الشباب بالإنصات إلى اهتماماتهم في شتى المجالات، والدفع بهم إلى تحمل المسؤولية تجاه بلدهم بتوفير كل الإمكانات، التي تنطلق من تصورات، تعلي من قيمة الشباب في تطور بلداننا العربية أسوة بما هو عليه الحال في الدول الغربية.
* طالب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق