![]() |
دينا عسل |
دينا عسل *
(مسابقة أساليب تمكين الشباب العربي في بلدانهم)
الشباب هم نواة التقدم وبعملهم المخلص تُبنى الأوطان، والعماد الأساسي لأي مؤسسة هو الشباب لما لديهم من حماس وأفكار تسبق الأجيال الأقدم، فالحياة تتغير وتتبدل.. وعلى مر التاريخ لم نجد جيلاً ظل بأفكاره وقيمه وشكله. وهذا الجيل من الشباب شهد ثوارات وحروب، خيبات وانتصارات، وشهد أيضاً طفرات تكنولوجية رهيبة أثّرت في الحياة عموماً، وفي الشباب بشكل خاص، فأصبح لدى الكثير من شباب هذا الجيل قدر من الوعي وقوة الإرادة والمثابرة والتحدي والإبداع حال وجود بيئة داعمة.
وحتى يكون الحديث عن تمكين الشباب حقيقة وليس شعاراً أو كلام إنشاء على ورق، فمطلوب من الجهات ذات الاختصاص التحرك وتوفير كافة أدوات الدعم والمبادرات والسلوكيات لخلق بيئة داعمة لتقدم الشباب وازدهارهم في بلدانهم.
"تمكين الشباب" يعني تقوية الشباب في بلدانهم ومجتمعاتهم ودمجهم في مجالات التنمية والاقتصاد والسياسة، أما عن أساليب التمكين فهي لا حصر لها ولكن من أهم المحاور التي لاغنى عنها في أي منظومة ناجحة وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص هو تمكين المرأة الشابة، فالشابات لديهن من رجاحة العقل والكفاءة ما يؤهلهن للإبداع في مجالهن، وإذا كانت المرأة في المجتمعات العربية بتواصل في تحقيق المكاسب بداية من حصولها على حقها في التعليم ثم ممارسة الأعمال والوظائف التي انتهت بعملها بالقضاء والوزارات، لذا وجب التصدي وتحطيم كل المحاولات التي تسعى لتهميش المرأة وتقليص دورها ومشاركتها وإهدار حقوقها واغتيالها معنوياً، ووأد فكرة أنها كائن درجة ثانية والعمل على تهيئة المجال لتوليها المسؤولية في مجالها وتدرجها في المناصب ومشاركتها في شتى المجالات حتى لا يكون هناك وظائف حكراً على الرجال.
ويمكن كخطوة أولية لتمكين الفتيات جعل الخدمة العامة إجبارية بدمجهن داخل مؤسسات الدولة مثل التعليم والصحة والمشروعات الخدمية، وذلك بعد إنهاء مراحل التعليم وبعدها يحصلن على شهادة تُعد مسوغاً أساسياً في التعيين وتعزز من فرصهن في الحصول على وظيفة على الرغم من افتقارهن للخبرة، فتجربة الخدمة العامة هي بمثابة مرحلة تأهيل نفسي وعملي للدخول في سوق العمل، وعلى الصعيد الإنساني فهن سيدركن قيمة العمل.
وفي الختام أحب أن أشير إلى أن تذليل معوقات تمكين الشباب وكسر التابو أي كسر الصورة النمطية في نظر المجتمع وتمكين المرأة الشابة وتدرجها في المناصب هو شرط وضرورة للعبور إلى تحقيق الطموحات، فالمراهنة على تمكين الشباب بوجه عام والمرأة الشابة بوجه خاص هي "المراهنة الرابحة".
* مترجمة وكاتبة، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق