![]() |
أحمد فتّوح |
طرطوس، سوريا: حسام الساحلي
تكريم: "انتقوا أفخم أكاليل الزّهور، نظّموا موكب السّيارات الفاخرة، صالة العزاء، وقصائد المديح.. فاليوم تشييع جنازة الأديب اللامع الذي.. مات مديوناً". بهذه الكلمات القليلة يعبّر القاص السّوري أحمد فتّوح عن نهاية مسيرة من الإبداع اليتيم، الذي لم يجد من يتبنّاه، وبداية ألم سبّبته الكتابة في بلاد لا تعرف قيمة الثّقافة، والآداب على الوجه الأمثل، ولا تدعم الموهوبين فيها ليكملوا الطّريق، الأمر الذي دفع الكثير من الكتّاب للإيمان بأنّ الكتابة لا تطعم رغيف خبز، ولا تغيّر الواقع العربي في ظلّ أزمة ركودٍ في القراءة، وعدم رغبة المواطن العربي في تأليف الكتب مع غلاء أجور الطّباعة، أو حتّى اقتناء الكتب على حساب لقمة عيشه، بينما المقاهي العربيّة تكتظّ بالزوّار المتحلّقين حول "النّراجيل"، والألعاب الأخرى، كالطّاولة، ولعبة الورق، لتشكو المكتبات فراغاً، وتعلو طبقات الغبار الكثيفة مجلّداتها المهجورة.
حول موضوع العزوف عن القراءة، وخيبة أمل الكاتب العربي، التقت "باث أرابيا" القاص السّوري أحمد فتوح، المجاز في اللغة العربيّة، وحائز شهادات تكريم عدة في مجال كتابة القصّة.
![]() |
أحمد فتّوح |
الكتابة تطعم خبزاً بلا إدام
يفتتح القاص السوريّ فتّوح حديثه: "أنا أؤمن كثيراً بأنّ الكتابة الأدبيّة رغم ما فيها من خلق، وإبداع، وجمال.. لا تطعم خبزاً للأسف؛ فلو نظرنا في حال كثير من الأدباء العرب لوجدنا أنّهم لا ينعمون كما يجب ماديّاً، ومعنويّاً.. ولا يأكلون من أدبهم إلّا خبزاً بلا إدام".الأسباب الاقتصاديّة في المقدمة
حول هذه النّقطة يتابع الأستاذ أحمد حديثه: "الحقيقة العزوف عن القراءة لها أسباب كثيرة: منها ما هو اقتصاديّ، ومنها ما هو اجتماعي تربويّ، ومنها ما هو تقني..إلخ ففي مقدمة الأسباب تأتي الأسباب الاقتصاديّة، وتعزى للأوضاع المعيشية الصّعبة الّتي يمرّ بها المواطن العربي؛ فالكثير يرون أنّ تأمين رغيف الخبز أهمّ من تأمين الكتاب، وأنّ أسعار الكتب لا تناسب مقدرات الجميع".أسباب اجتماعية تربوية
ويضيف القاص أحمد فتّوح "ومن الأسباب الاجتماعية التربوية للعزوف عن القراءة، عدم تعويد الأبناء على القراءة منذ الصّغر، وعدم جعل القراءة عادة تحفيزيّة مثيرة للاهتمام، وأيضاً فقدان الثّقافة الاجتماعيّة المكتبيّة بين مختلف أبناء المجتمع، والّتي تتطلّب تشكيل مكتبة في كل بيت عربي، وتبادل الكتب بين الأفراد، ومناقشتها في مجالسهم، ومسامراتهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق