![]() |
حمزة الذهبي |
حمزة الذهبي *
(مسابقة تأثير هجرة العقول على الدول العربية وطرق استقطابها)لو قلنا إن عدداً كبيراً من العقول والأدمغة العربية، المتفردة والمتميزة في مجالها، والمشهود لها بالكفاءة، تُهاجر سنوياً، بطريقة أو بأخرى، صوب البلدان الأجنبية التي تُصنف ضمن البلدان الغنية والمتقدمة، فإننا بهذا القول نقر ونسلم فقط بحقيقة تؤكدها العديد من الدراسات والأبحاث الجادة، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن تأثير هذه الهجرة الكبيرة والمتزايدة على البلدان العربية، وعن الآليات والطرق التي بها يجري استقطاب هذه العقول.
1- هجرة العقل العربي بوصفه عاملاً من عوامل التأخر:
مما لا شك فيه أن هجرة العقول تترك أثراً كبيراً على البلدان العربية، فهذه الهجرة إن لم نبالغ في ذلك، من عوامل التأخر، لأنها تكبح النمو، وتعطل السير، فالدول، كما تعلمون ذلك جيداً، تقوم بطاقات وكفاءات أبنائها، لكن عندما تهاجر هذه الطاقات والكفاءات فإنه لن تقوم لهذه البلدان قائمة، والسبب أنها فقدت مورداً مهماً من الموارد التي تسعفها على النهوض، خسرت سلاحاً مهماً من أسلحتها، أصبحت مجردة من إمكانياتها. لكن الأمر المؤسف أننا غالباً ما لا ننتبه إلى هذه الخسارة الفادحة إلا حينما نكتشف أن أحد هذه العقول والأدمغة التي كانت تعيش بيننا قد برزت واشتهرت في البلدان الأجنبية.
2- البلدان الأجنبية بصفتها بلداناً حاضنة:
على الرغم من أننا ندرك جيداً أن البلدان العربية تتكبد خسائر لا يمكن تعويضها بهجرة عقولها، فإننا لا نستغرب هذه الهجرة، لأننا نرى لها مبررات مقبولة، فالعقل العربي المتميز، يجد في بلده بيئة طاردة، وليست جاذبة، فهناك انعدام فرص العمل ورواتب ضئيلة على عكس البلدان التي يهاجر إليها، حيث يجد بيئة حاضنة، مشجعة، داعمة، لديها بنية قوية للبحث العلمي، ذات ميزانيات ضخمة، فيشغل باله بالبحث العلمي وتوسيع مداركه وتنمية معارفه.
كختام لهذا المقال، فإننا وإن كنا ننظر فقط إلى الجانب الفارغ من الكأس، فإن هذا لا ينبغي أن ينسينا أن بعض هذه العقول تعود إلى بلدانها العربية وتنقل ما تراكم لديها من خبرة، وتساهم بحدود إمكانياتها في مساعدة بلدانها على النهوض والنمو.
* بكالوريوس علم اجتماع، المغرب
اضغط هنا للمشاركة في جائزة أقلامكم - نوفمبر 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق