![]() |
خضر الماغوط |
طرطوس، سوريا: حسام الساحلي
الأدب السّاخر هو أن تغمس قلمك في الجرح، وتكتب ضحكاً حدّ البكاء، وهو فنّ يحتاج إلى ذكاء؛ لكونه معادلة صعبة، الطّرف الثّاني فيها مقصّ الرقابة.
حول موضوع الأدب السّاخر، ورسالته، وأهمية مواقع التّواصل الاجتماعي في انتشاره، التقت "باث أرابيا" بالقاص السوري الأستاذ المهندس خضر الماغوط، من مواليد مدينة السّلمية، ومقيم في دمشق، لديه الكثير من القصص السّاخرة على فضاء فيسبوك الأزرق، بعضها منشور ورقياً في مجلّات أدبية، كما أنّه عضو مشارك في أغلب ملتقيات الأدب الوجيز، ولديه الكثير من اللقاءات عبر وسائل الإعلام المختلفة.
مفهوم الأدب السّاخر
يفتتح الأستاذ الماغوط حديثه: "مفهوم السّخرية موجود منذ بدء المجتمعات البشريّة، فقد كان النّاس المظلومين خاصّةً يطلقون النّكات، والطّرائف، ويضحكون على حالتهم السّيئة. وعرفت البشريّة منذ القدم ما يسمّى بالكوميديا السّوداء الّتي تثير الضّحك، والسّخرية على ما هو مؤلم، وذلك بأسلوب المبالغة في الكلام تقزيماً، أو تضخيماً للمشكلة؛ فتحدث المفارقة من هذا التّضخيم، أو التّقزيم.. وهذه المفارقة تجعل المشهد مرحاً ضاحكاً رغم مأساويته، وهذا ما صار يعرف بالأدب السّاخر".
الحلقة المفقودةيختتم الأستاذ الماغوط حديثه: "يوجد جمهور واسع مهتم بقصصي محليّاً، وعربيّاً، أمّا موضوع تحويلها إلى أعمال تلفزيونيّة، فقد وعدني بعض المخرجين بدراستها، وتحويلها إلى نصوص مسرحيّة، أو لوحات دراميّة تلفزيونيّة" وهذه هي الحلقة المفقودة بين الأدب، والدّراما.. لو أنّ الدّراما تتبنّى أغلب أعمال الكتّاب، وتحوّلها إلى نصوص تلفزيونيّة، لساهم ذلك في تشجيع الكتّاب ودعمهم ماديّاً، ومعنويّاً، وتحويل شخصيّات القصّة من ورقيّة افتراضيّة إلى حقيقيّة تمثيليّة، تؤدي دورها بإتقان لإيصال رسالة الأدباء بطريقة شيّقة للجمهور.
أهداف الأدب السّاخر
يتابع الأستاذ الماغوط حديثه: "إنّ غاية الأدب السّاخر، توظيف بعض القضايا الاجتماعيّة المهمّة، والمنغّصة لعيش المواطن، وجعلها سلاحاً فكرياً أدبيّاً في مواجهة القوى التي تسبب هذه المعاناة للنّاس.. ولا شروط على الكتابة بالأدب السّاخر سوى أن يمتلك الكاتب الموهبة، والمقدرة على وصف الحالة، وتحويلها إلى مفارقة؛ تجعل الإنسان يضحك على مشكلته بدلاً من أن يبكي منها.. والهدف الأسمى للكتابة الأدبيّة أيّاً كان نوعها هي المساهمة في عمليّة تطوير المجتمع من حيث محاصرة، وتطويق، ورفض السّلبيات، وتكريس الإيجابيّات".أركان القصّ السّاخر والقصير جدّاً
"العنوان، والمتن، والقفلة، ويجب أن يتضمّن المتن حكاية واضحة مهما كان عدد الكلمات قليلاً، ويجب أن تكون القفلة مفاجئة، ومدهشة.. وأنا أركّز في كتابتي على كلّ هذه الأركان، ولا يمكن إهمال أي ركن منها"، هكذا أخبرنا الأستاذ الماغوط في معرض ردّه حول أركان القصّ السّاخر، والقصير جدّاً.الكتابة تفتح النّوافذ المغلقة
يخبرنا الأستاذ الماغوط بثقة: "لا توجد نوافذ مغلقة أمام كلّ أصناف الفكر، والأدب، والفنّ؛ فهي تنتشر، وتنتقل مهما كانت الظّروف سيّئة.. كما قال الفيلسوف ابن رشد: "للأفكار أجنحة تصل إلى أصحابها"، والكاتب يكتب لإيصال أفكاره إلى المتلقّي، ولا قيمة لأيّ نوعٍ من الكتابة دون وجود هذا المتلقّي، الّذي هو بمثابة الأرض الخصبة، والحاضنة لبذرة الأفكار".أهميّة النّشر وكسب قرّاء على صفحات التّواصل الاجتماعي
يتابع الأستاذ الماغوط حديثه: "نشرتُ الكثير من القصص السّاخرة على صفحات فيسبوك، وأنا أعتبره مثل الصّحف، والجرائد، والكتب.. ننشر بواسطته أفكارنا، دون أن نطمح لمقابل مادي؛ إذ إنّ المقابل هنا معنوي فحسب! حتّى الكتابة الورقيّة مردودها المادي بسيط جداً، وقرّاء فيسبوك أكثر عدداً من قرّاء المطبوعات الورقيّة باعتقادي. يعجبني الأدب السّاخر كثيراً، وبالتّأكيد تأثّرتُ بروّاده عالميّاً، وعربيّاً مثل برنارد شو، وعزيز نيسين، ومحمد الماغوط".![]() |
خضر الماغوط |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق