الحسين أقديم: العقول المهاجرة تحتاج الحاضنة المشجعة على الابتكار - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


11/29/2022

الحسين أقديم: العقول المهاجرة تحتاج الحاضنة المشجعة على الابتكار

مشاهدة
الحسين أقديم
الحسين أقديم *

(مسابقة تأثير هجرة العقول على الدول العربية وطرق استقطابها)

إن العقل البشري رأسمال حقيقي، والاستثمار فيه لا شك يسهم في تنمية المجتمعات والرقي بها، إلا أن معظم الحكومات لا تراهن في نماذجها التنموية على تأهيل الرأسمال البشري، نظراً لطبيعة المقررات والبرامج التعليمية الجافة والعقيمة التي لا تواكب متطلبات الحياة المعاصرة ولا تمتح من الثورة الرقمية التي تشكل هاجس الشباب.

نحن لا ننكر أنه في كل مجتمع هنالك معاهد أو مدارس ذات جودة يجري فيها تأهيل الشباب تقنياً ومعرفياً، لكن، هل يتم الاستثمار في هذه الطاقات الشابة؟ وإلى أي حد تتاح لهم الفرصة لتفجير إبداعهم؟ وهل توجد مختبرات علمية تتماشى مع تطلعاتهم وتحتضن مقترحاتهم؟

الحق أنه في كل سنة تُنتقى عينة من الطلبة المبدعين والموهوبين للالتحاق ببعثات أجنبية أو استئناف تميزهم في معاهد خاصة. لكن ماذا يحدث بعد استكمال مسارهم؟

حين يبلغ الشاب ذروة التميز، ويصبح رائداً في مجاله، تستقطبه دولة أجنبية، ليسهم في بناء نهضتها ويحرك عجلة تقدمها، وقلما نجد في زمرة العقول من يرفض عروض الدول الأوربية المغرية ويختار العودة إلى الرقعة التي أنجبته، والنماذج على ذلك كثيرة، فالعقل في حاجة إلى مناخ علمي يحتضنه، وأرضية بحثية مشجعة على الإبداع والابتكار، وهذا مفقود في بلده.

وعليه، تبني معظم الدول العظمى اقتصادها وتسرع من وتيرة نموها باستثمار هذه الأدمغة. فلماذا لا نعتبر ونسير على هدي هذه الدول بقلب الآية؟ أليست هنالك شراكات بين دول الشمال ودول الجنوب تروم بناء التنمية؟ لماذا لا نستقطب الكفاءات الأجنبية لتأهيل شريحة من الشباب العرب فتتوافر فيهم شروط القيادة والريادة في شتى المجالات؟

الظاهر أنه أمر ممكن في ظل الثورة التقنية التي أرخت بظلالها على العالم، وبهذا نجني ثمار هذا التكوين والتأهيل الناتج عن استقطاب مؤقت للعقول الأجنبية، نحن نعلم أن الدول العظمى لا تمنح الخدمات بل تبيعها؛ لذلك سنعمل كحكومات وفق منطق الشركات الدولية على استقطاب عقول تتقاسم معنا خبراتها، ونستثمرها لتطوير اقتصادنا، وذلك حتماً بمراعاة السبل الكفيلة بذلك.

وهذا إذن هو الاستقطاب الإيجابي، لأنه مؤقت وليس استقطاباً يهدف إلى الاحتكار.

* بكالوريوس في اللسانيات العربية، ماجستير بعلم النص، المغرب
 اضغط هنا للمشاركة في جائزة أقلامكم - نوفمبر 2022


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق