![]() |
د. إسلام أبوفرحة |
د. إسلام أبوفرحة *
(مسابقة تأثير هجرة العقول على الدول العربية وطرق استقطابها)
العقول ترمز بشكل كبير للعلم. فكلما ارتقى المرء بعقله زاد علماً وحكمة، وأصبح قادراً على حل مشاكله. هذه الحقيقة نصب عين كل أمة ترجو الازدهار. وبها وصلت دول عدة إلى مصاف التقدم.
وللأسف الشديد، العديد من الدول العربية، بسهولة شديدة، لا تمانع أبداً من هجرة عقولها إلى الخارج، بل وأيضاً تشجع على ذلك طمعاً في موارد مالية شحيحة قائمة على إرسال تلك العقول بعض الأموال إلى ذويهم في بلادهم. وتتناسى أن هذه العقول قادرة على تحقيق قفزة نوعية على صعد عدة مثل الاقتصاد والرفاهية والسلام الاجتماعي. وبدلاً من أن توفر هذه الدول احتياجات عقولها العلمية وحتى الأساسية منها، نجد أن الواقع الأليم يفرض نفسه متمثلاً في ضعف المقابل المادي والتجهيزات، وعدم الاهتمام بتحسين أحوال تلك العقول، ما يدفعها دفعاً للهجرة إلى دول تستقطبها.
وفي المقابل نجد العكس في هذه الدول الساعية إلى تبني تلك العقول. فنجدها تقدم الدعم المادي والمعنوي إلى أصحاب تلك العقول، ما يمهد لهم سبل الإنتاجية والقدرة على التطوير. والمحصلة النهائية أن دولنا العربية تستورد ما تنتجه عقول أبنائها على أراضي بلاد أخرى. وحتى التقدير الشرفي لهذه العقول لا يتم إلا بعد نجاحها في الخارج. لقد ساد هذا المفهوم أن الدول الغربية هي الحاضنة لكل ذي عقل مميز. ولنا أن نرى ما تنفقه هذه الدول على البحث العلمي في مقابل ما تنفقه بعض دولنا العربية. الفارق شاسع للغاية. ومع هذه الهجرة نجد أن هذه الدول العربية تتقهقر على صعيد المؤشرات المختلفة، وتقبع في ذيل قائمة الدول المتقدمة.
وكما أن بعض الدول العربية تهتم بمجال الرياضة والفنون، وتمنح المتميزين فيها فرص التجنيس والإقامة على أرضها والحصول على دعمها، يجب أن تحظى العقول على قدر معقول من الرعاية والاهتمام وتعامل بالمثل، كثير من أصحاب هذه العقول ينتمون بشكل كبير إلى بلادهم وهجرتهم تكون اضطرارية. فالمطلوب هي نظرة من هذه البلدان إلى تلك العقول وكأنها ثروة قومية وليس عبئاً أو شيئاً قابلاً للاستغناء عنه.
* صيدلاني، كاتب، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق