جمال بربري |
جمال بربري *
(مسابقة تأثير هجرة العقول على الدول العربية وطرق استقطابها)
"ادِّي العيش لخبَّازه، ولو أكل نصفَهُ!!"
تلك الحكمة المكتوبة على مدخل مخبز، ولكنْ في مجملها تُفسِّرُ أشياء كثيرة: لو أنَّ الصنايعي الماهر غير موجود في المخبز، لن تأكل خبزاً جيداً.
إنَّ أكبر ما يفقدُهُ أي بلد عربي، هو: هجرة عقوله أو استنزاف أدمغته، والتي تشكِّلُ مسيرة الأوطان نحو التنمية الاقتصاديَّة.
وتلخِّصُ التقارير الأسباب والدوافع الأساسيَّة لهجرة العقولِ العربيَّةِ، ومنها: عجز الدول العربيَّة والنامية عن استيعاب أصحاب الكفاءات، والذين يجدُون أنفسهم عاطلينَ عن العمل، إضافة إلى ضعف الدخل المادي المُخصَّص لهم، وفقدان الارتباط بين أنظمة التعليم، ومشاريع التنمية والتطوير.
وفي الوقت نفسه تقدِّمُ فيه الدول المُتقدِّمة تسهيلات للكفاءات المهاجرة مِن الشباب العربي؛ ما يحفِّزُها على الاستقرار في الدولِ المُستضيفَة.
وهناك طرق عدة لمعالجة هجرة العقول للخارج:
زيادة ميزانية البحث العلمي في كُلِّ دولةٍ عربيَّةٍ، وإنشاء مراكز للبحوث التنمويَّة والعلميَّة.
احترام الحريات الأكاديميَّة، وصيانتها، وذلك بإعطاء أعضاء الهيئات الأكاديميَّة والعلمية حرية الوصول إلى مختلف علوم المعرفة والتطورُّات العلميَّة، وتبادل المعلومات، والأفكار، والدراسات، والبحوث.
إعادة النظر جذرياً في سُلَّم الأجور والرواتب التي تُمنَح للكفاءات العلميَّة العربيَّة، وتقديم حوافز مادية ترتبط بالبحث والإنتاج.
بناء شراكة مع العقول العربية المهاجرة؛ فالعلماء العرب اليوم يوجدون في أعرق المراكز العلميَّة، والجامعيَّة، والبحثيَّة، والصناعيَّة.
حثّ الحكومات العربيَّة على تكوين الجمعيات والروابط؛ لاستيعاب أصحاب الكفاءات المهاجرة مِنْ بلدانهم، وإزالة جميع العوائق التي تعيق ربطهم بأوطانهم.
التعاون مع المنظمات الدولية المعنية، مثل: يونيسكو؛ لإقامة مشروعات ومراكز علميَّة في البلدان العربية؛ لاجتذاب العقول العربية المُهاجرِة؛ للإشراف على هذه المراكز والإسهام المباشر فيها.
مراجعة سياسات التشغيل في الدول العربيَّة، والعمل على إعطاء الأولويَّة في التشغيل لأبناء الوطن.
مراجعة نُظُم التعليم والتدريب؛ للوقوف على مدى ملاءمتها مع احتياجات سوق العمل، ومستلزماتها المُتطوِّرة مِن المهن والمهارات، وتنويع مُؤسَّسات التعليم؛ لتتناسب مع تنوع المهارات التكنولوجيَّة المطلوبة في مجالات الإنتاج المختلفة، وأنْ تعمل وسائل الإعلام على زيادة نشر الوعي بخطورة ظاهرة هجرة العقول البشريَّة.
وفي النهاية اشتروا عقولهم وأدمغتهم بدلاً مِنْ شراء الآخرين لها!!
* دبلوم فني صناعي، عامل مخبز، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق