![]() |
سحر حسب الله عبد |
سحر حسب الله عبد *
(مسابقة تأثير هجرة العقول على الدول العربية وطرق استقطابها)
الحقيقة الوحيدة التي نراها اليوم وفي أبشع صورها هي أن الشعوب العربية أصبحت في تراجع، بخاصة في العقود الأخيرة! والسبب: ﻫﺠﺮة اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أو ما ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ هجرة اﻷدﻣﻐﺔ.
إن ما يحدث هو أن استقطاب تلك العقول غير قابل للاسترجاع دون رادع.. وتكمن خطورة هجرة هذه الكفاءات للخارج في التأثير السلبي على واقع التنمية، وتقدر خسائر الشعوب العربية جراء هجرة العقول بأكثر من 400 مليار دولار.
تخسر اقتصادات الدول العربية المليارات سنوياً نتيجة هجرة العقول، وفي منطقة الشرق الأوسط وما يجاورها!
العقول العربية ثروة مفقودة ولا يمكن استعادتها؛ لأن الدولة لَم تقدر هذه الجمهرة التــــــــي هي الأساس في إعطاء الشعب لوناً ونكهة وطعماً مختلفاً من خلال مشاريع أو اختراعات أو نهضات اقتصادية بسيطة، ولكن بعض الدول لم تعطِ مكانة كافية تليق بتلك الكفاءة بمختلف فئاتها ونوعيتها، ومن المؤكد يراها الغرب فرصة اغتنامها أسهل مما يتصورها العرب، لذلك نرى أغلب العقول بعيدة عن متناول اليد، ولها رغبة جامحة في الهجرة واللجوء حيث تقدر إمكاناتها دولة أخرى وقد تسمى هذه الحالة بــ(تقدير الإمكانية).
وهجرة هذه العقول والكفاءات العربية أصبحت معضلة حقيقية أمام المجتمع العربي وعرقلته عن التقدم والتوسع كما كانت تلك الشعوب في أواخر السبعينيات، بل تسمى معضلة مزمنة يعاني بسببها الوطن العربي؛ لتخطي آفاتِ المستقبل المزدهر، حتى أصبحت هذه العادة متطورة كانت ولا تزال، وتحتل الأولوية في التأثير المباشر على هجرة الكفاءات العربية، منها العلماء والمهندسين والمخترعين وحتى الذين يعملون في مجالات الفضاء.
آثار هجرة العقول العربية إلى الغرب على مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليم: ضياع الجهود والطاقات الإنتاجية العلمية التي تذهب إلى البلدان الغربية، بينما تحتاج التنمية العربية لمثل هذه الكفاءات في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والتخطيط والبحث العلمي والتقنية.
استراتيجية استقطاب الكفاءات العلمية عربياً، والعراق نموذجاً يحتذى به حــــــــتى أصبح الحال أكثر سوءاً وتأثيراً على رأس المال البشري والتماسك الاجتماعي والاقتصادي.
هذا ما دفعنا لكتابة المقال على هيئة رسالة للتعرف عن دوافع وأسباب هجرة الأدمغة في ظل الظروف التي تعيشها البلدان العربية، وصولاً إلى طرح بعض الحلول الناجعة لأجل إعادة استقطابها.
وطرق الحد من هجرة الأدمغة والعقول:
1- إنشاء مكانة خاصة بهم عوضاً عن البطالة.
2- الاستفادة من مهاراتهم التقنية.
3- تحفيزهم في بلدهم الأم أو تشجيعهم على استثمار أموالهم في مشاريع استراتيجية.
4- العمل على مشاريعهم التي تعمل من أجل بلدانهم الأصلية.
هذا لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في التعليم والبحث العلمي للوصول إلى مستويات متقدمة في مجالاتهم المختلفة، تلك العقول المهاجرة مكسب قليل وخسائر فادحة.
والتخلص من أثر هجرة العقول على الدول العربية وطرق استقطابها يكون من خلال استثمارها.
* حاصلة على شهادة البورد الأمريكي، كاتبة، العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق