![]() |
ميرة الرباع |
ميرة الرّبّاع *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
"تعزيزُ الانتماءِ وغرسُ بُذورِ الأخلاقِ والمُثُلِ العُليا هو السّبيلُ إلی بناءِ مُجتمعٍ مِثالي".
أكثرُ ما يلفِتُنا اليومَ في مُجتمعِنا العربي هوَ أنماطُ الشّبابِ في حياتِهم، فمِنهُم مَنْ يُراعي البيئةَ والانتماءَ ومِنهم مَنْ لا يكترِث.
وما يدفعُنا كشبابٍ عربي علی وجهِ الخُصوصِ أنْ نكونَ حَذِقينَ وذَوي مهارةٍ عاليةٍ لجِهةِ تنظيمِ أسسِ وجودِنا الّذي يفرضُ علينا الإنسانيّةَ أوّلاً ومِنْ ثم الأخلاق.
لطالما كانَ الشّاب العربي مِنْ سبّاقي العصرِ عِلماً وثقافةً وحُضوراً ومِنْ أوائلَ مَنْ خاضَ غِمارَ الوجودِ علی هذهِ الأرضِ، اليومَ باتَ وجودُنا هو المحورُ والنواةُ الأساسيّةُ الّتي تدورُ حولهَا اللغةُ والثّقافةُ والهُويّةُ ووحدةُ الانتماءِ، وهذا ما يُعولُ علينا نحنُ العَرب؛ غَرْسَ بُذورِ الأخلاقيّاتِ وبراعمِ المُثُلِ الإيجابيّةِ في نُفوسِ شبابِنا منذُ الصغر، وتنشئتِهم علی مكارمِ الأخلاقِ، ففي أي مُجتمعٍ في العالمِ إذا ما كانَتْ تسودُهُ الفضيلةُ وتطغی علی الثّغراتِ التي تتخلّلهَُ فإن طريقَهُ إلی الزّوالِ حتماً، وبالطّبعِ هذا لا يتحقّقُ إلا بوجودِ أشخاصٍ إيجابيّينَ يدفعونَ بأطفالِهم بالدّرجةِ الأولی إلی الثّقةِ بالنّفسِ وإثباتِ حُضورِهم في أي بيئةٍ يُوجَدونَ فيها، في البيتِ أوِ الشّارعِ أوِ المدرسةِ، انطلاقاً مِنْ حُسنِ التّربيةِ وتهذيبِ النّفسِ وتقويمِ الأخلاقِ، ويتحقّقُ ذلكَ مِنْ خِلالِ المُساواةِ بينَ الأطفالِ في البيتِ وتعليمِهم مبادئ الاحترامِ وأساسيّاتِ التّربيةِ الحَسَنةِ مِنْ حُب لوطنِهم أوّلاً ومِنْ ثم احترامِ الرموزِ الوطنيّةِ والافتخارِ بِها وتقديرِها، كذلكَ احترامُ الوالِدَين والآخرينَ ومُساعدةِ المُحتاجين، ولنْ ننسی تقديمَ تصورٍ عام وشاملٍ بشكلٍ مُبسّطٍ عن دورِ وطنِهم وما يُقدمُهُ في سبيلِ بقاءِ الوجودِ العربي؛ وهذا سيُشكلُ حالةً شُعوريّةً لدی الطفلِ تتبلورُ في محبّةِ الوطنِ وعَلمه، الأمرُ الّذي سيَحملونَهُ معَهم إلی المدرسةِ وكلهم اعتزازٌ ومعرفةٌ كافيةٌ حولَ مَنْ هُمْ ومَنْ هوَ وطنُهم وماذا يعرفونَ عنهُ، وماذا نَهلوا مِنَ القِيَمِ النّبيلةِ في أسرتِهم وبيئتِهم؟
هُنا يكونُ التّكاملُ بينَ المدرسةِ والبيتِ في رفدِ الطفلِ بشتّی أنواعِ المعارفِ الّتي تُكسِبُهُ قوّةَ الشّخصيّةِ وتعزيزَ الوجودِ وحُب الوطنِ والآخرينَ، بالتّالي ستظهرُ لدينا أجيالٌ يانعةٌ مُشبعةٌ بالوطنيّةِ، وأصولُها مُتجذّرةٌ في الوطنِ ومُزينةٌ بأفضلِ الأخلاقِ والسلوكيّاتِ الجيدةِ والإيجابيّةِ.
* بكالوريوس علوم طبيعية، وطالبة جامعية في الإعلام، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق