سحر حسب الله: ما أسباب عزوف الشباب عن بعض الأعمال؟ - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/19/2022

سحر حسب الله: ما أسباب عزوف الشباب عن بعض الأعمال؟

مشاهدة
سحر حسب الله

سحر حسب الله *

المحور الأول للمقال هو نقطة البداية، ويتحدَّث عن الإهمال والقوانين التي تحكم على عدم استخدام فئة الشباب في المجالات الرسميّة والاجتماعية والثقافية كافة، لأنهم وجـه للشعوب وثورة للحقيقة.

السؤال الحقيقي هو: لماذا الشباب لا يحبون العمل؟

إن المشكلة تكمن في رغبة الشباب بالعمل بتخصصاتهم التي تخرجوا بها في الجامعات، وعدم الرغبة في الخروج إلى ما قد يكون مجهولاً بالنسبة لهم، وهذا كثيراً ما ينطبق على خريجي الكليات الأدبية، لذا يجب توعية الشباب وتعبئتهم معنوياً من خلال وسائل الإعلام المختلفة؛ لتحفيزهم على الأعمال الحرفية مثل الحرف الخاصة بالزراعة أو صناعة الملابس.
 
وهناك أسباب حقيقية أخرى وراء عزوف الشباب عن المشاركة في العمل التطوعي منها: سوء التخطيط للمشروعات والفعاليات التطوعية، وربط مشاركة الشباب في الفعاليات التطوعية بالمكافآت المالية التي أفقدت قيمة العمل التطوعي كعمل إنساني بلا مقابل لخدمة المجتمع.

وهذه المشكلة تكمن في ضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية، والعجز في الموازنات الاقتصادية، وبعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع كالتقليل من شأن الشباب.

أما عزوف الشباب عن العمل المهني فيعود لأسباب كثيرة، من بينها ضعف الرواتب والحوافز وغياب الامتيازات والتأهيل والتطوير المستمر، والتهميش والظلم عند التقييم، فضلاً عن نظرة الناس للعمل المهني واعتبار من يعملون به هم الطلاب، والحل الأنسب للقضاء على هذه الآفة هو التعليم المهني والتقني، فهو أجدى وأكثر نفعاً من الأكاديمي، بدليل أن فرص العمل المتوافرة فيه عديدة ومتنوعة وأفضل من المتوافر للخريجين الأكاديميين.

ويجب بدء التشجيع والتحفيز من خلال إضافة العلاوات الفنية للعمل المهني بحيث يكون لهذه الفئة حوافز أكثر وأهم، فضلاً عن فتح أبواب الجامعات أمامهم للدراسة. ويجب إنشاء جمعية خاصة للمهنيين الشباب وتدريبهم وتطويرهم فيها باستمرار، وتعقد فيها الندوات والمحاضرات وتقديم الاقتراحات والدراسات من أجل التطوير المستمر والقضاء التام على هذه العلة التي تتطور وتتسع.

يضاف إلى ذلك، القضاء على أسباب المشكلات الاجتماعية والاتجاه في علم الاجتماع الحديث حول دراسة حل المشكلات الاجتماعية، لأن إهمال هذه الحالة يؤدي إلى الانحراف عن القواعد والمعايير الأساسية. عكس بقية الشعوب، حيث تتجه الدول الأجنبية الغنية والفقيرة بقوة للعمل المهني وجعلته جزءاً أصيلاً في خططها واستراتيجياتها وحلقة مهمة في اقتصادها ومواردها، وفتح مجالات كثيرة أمام الشباب حتى القضاء على هذا العزوف الذي يتسع مداه أكثر وأكثر.

* كاتبة وروائية، حاصلة على شهادة البورد الأمريكي، العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق