![]() |
ڨوامي نور الإسلام |
ڨوامي نور الإسلام *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
تعيش الدول العربية واقعاً اقتصادياً ضعيفاً حتم عليها استيراد مختلف حاجاتها من الغرب، وفي ظل التقديس والانبهار العربي بالصناعة والإنتاجية العالية للغرب فقد سعت دائماً الدول العربية للنهج على خطاها لبناء اقتصاد قوي، هذا الإعجاب انعكس تلقائياً على الجانب الاجتماعي والفكري والثقافي للفرد العربي.
هنا ظهر ما يسمى بالتبعية الفكرية للغرب، وظهر في الساحة العديد من قادة الرأي الداعين إلى بناء مجتمع عربي جديد على النمط الغربي، وللأسف العديد من الشباب الطموح ينساق وراء هاته الأبواق، دون إعمال عميق لفكره وعقله في أنها مسألة هوية قبل أن تكون مسألة تطور، فالنظام الأوروبي لا يمكن الجزم بتوافقه مع الواقع العربي ويرجع ذلك الى الاختلاف الجذري في الإرث الفكري والمادي واللامادي للطرفين، وتجدر الإشارة إلى أن النقطة الفاصلة هنا هي الإرث الفكري بدرجة قصوى، فإن النظام الغربي يحوي في طياته قيماً لا تمت بصلة للعرب وثقافتهم وتتجاوزها في بعض الأحيان إلى أصوات داعية إلى التخلص النهائي من هاته القيم النبيلة كشكل من أشكال التحرر.
إن التشبث بالقيم الإنسانية لدى الشباب العربي والإيمان التام بها هو بمثابة حصن منيع لحريته الفكرية، وسيجعل منه فرداً منتجاً ينفع أمته ويساهم في تحقيق تطورها وإن محاولة الغرب زرع مبادئه في أذهان العرب ما هو إلا ثوب جديد للاستعمار، فقد تخلى عن استعمار الجسد والأرض إلى استعمار الفكر.
على الشباب العربي أن يدرك أنه مزيح جميل بين ثقافات مختلفة ومتنوعة نابعة من تاريخ عريق وضارب في القدم لهاته الأمة، والحل لا هو العيش بالتقاليد القديمة البالية ولا هو التقليد الأعمى للغرب، بل هو المزج بين الأصالة العربية وروح العصرنة، وهي مهمة الطبقة المثقفة بالأساس في إرساء القواعد الصحيحة للحفاظ على بنية الهوية العربية وتأصيلها في الشباب.
* ماجستير في علم المكتبات، الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق