![]() |
رؤى إبراهيم |
رؤى إبراهيم *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي، وتعزيز هويتهم العربية)
الاحترام، والحرية، وتقبّل الاختلاف، والتسامح، والالتزام، والعدل، وحب الخير قيم إنسانية سامية ترفع من مكانة الفرد الذي يحملها، وتزيد من أهميته وتأثيره، وترتقي بالمجتمع الذي يحيا فيه. وفي الحقيقة؛ فإن هذه القيم هي أحوج ما يكون شبابنا العربي إلى التمسّك بها، خاصة بعد صدمة اضطراب الهوية التي أصابته بفعل العولمة، والتمازج والانفتاح الذي سببه الإنترنت، وغير ذلك من التطوّرات التي كانت سبباً في توهان الإنسان العربي عن فطرته وجوهره الذي ورثه عن آبائه وأجداده.
ويبرز دور القيم الإنسانية في منح حاملها ثقة بنفسه وأهمية وجوده وقداسة الرسالة التي يحملها، فيحترم نفسه ويثق بها، ويحترم الآخر فيتقبل اختلافه وينظر إليه كمكمّل له في فسيفساء المجتمع، وإضافة فريدة تغني تنوعه، وتتجلى أهمية القيم الإنسانية في خلق مجتمع منضبط ذاتياً، ملتزم بالقوانين والأعراف إيماناً منه بالغاية التي صممت لأجلها، وليس خوفاً من العقوبات. وعن طريق هذه القيم، يرتفع استحقاق الفرد ويزداد اعتداده بذاته فلا يسعى لتقليد الآخر، ولا يجد نفسه أقل قدراً وقيمة، فيدخل إلى عباراته كلمات غريبة ليثبت تحضّره، وإلى عاداته تصرفات دخيلة تتنافى مع معتقداته.
وفي نظرة سريعة على التاريخ العربي نجد الأجداد قد تمسّكوا بالقيم الإنسانية بقبضة من حديد، واعتصموا بحبل الأخلاق العربية بإحكام فريد، وفي هذا عبرة ودرس يشرح تربع العرب على عرش الحضارة عقوداً عديدة، ويؤكد هذا أعلامهم الذين فنيت أجسادهم لكن نجمهم يلمع حتى اليوم، فلا يزال حاتم الطائي مضرباً للمثل في كرمه، ولا يزال ابن شداد مثالاً يحتذى في الشجاعة، ولا يزال النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مدرسة في مكارم الأخلاق. وإن شبابنا العربي اليوم إذا ما تمسّك بأخلاق أجداده وقيمهم، وأبرزها في تعامله مع الآخرين فإنه سوف يكتسب احترامهم، ويحصد إعجابهم بقوميته المتشبثة بالقيم الإنسانية رغم كثرة التفلّت، وسوف يصبح انتماؤه مصدراً للعز والفخار.
ختاماً؛ لنا في ما فعلته قطر خلال تنظيمها للمونديال وتصديرها للقيم العربية والإسلامية أسوة حسنة في التمسك بقيمنا النبيلة وفرض احترامنا على العالم بأسره.
* خبيرة معلوماتية، كاتبة محتوى، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق