ريم برهوم: القيم الأخلاقية في الساحة العربية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/20/2022

ريم برهوم: القيم الأخلاقية في الساحة العربية

مشاهدة
ريم برهوم

ريم برهوم *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)

مازال العربي مرتبطاً بصفات الرجولة والمروءة والوفاء وإن قلّ التباهي بها، ولاتزال الدول الغربية تسعى لتهميش شخصيته، وتضليل ثقافته عبر الفضائيات التي تعد سبباً مباشراً لتبني قيم وسلوكيات لا تمت لمجتمعنا بصلة، ولا نغفل عن تأثير الهاتف النقال على طريقة ومنهج حياتنا اليومية، التي حولت الإنسان العربي إلى آلة بشرية يحركها الغرب كيفما شاء، ولنعرف أسباب تراجع القوة والعلم والقيم علينا أن نعرف أسباب نجاح الدولة الإسلامية العربية والتي تتلخص في النقاط الآتية:

1- القرآن الكريم: هو أصل الأخلاق الإسلامية الثابتة التي لا تتغير بتغير العصور وهو منبع العلوم والأفكار، وإذا أبحرنا في آياته سندرك أنه أولى الأخلاق والقيم أعلى الدرجات فآيات الأخلاق تتجاوز 1500 آية بينما آيات العبادات لا تتجاوز 130 آية! ولعل الشاهد الأعظم على الاهتمام بالأخلاق هو الآية الكريمة: {وإنك لعلى خلق عظيم} إذ لم يذكر الله قوة النبي أو علمه وخبرته وإنما أكد على أخلاقه.

2- دعوة الأنبياء: كانت دعوة الأنبياء كلها لصلاح الفرد ومن ثم صلاح المجتمعات، لم يذكر أن نبياً جاء ليعلم الناس علم الهندسة أو الفلك أو الطب، وإنما كل الأنبياء دعوا لخط واحد وهو خط القيم والأخلاق.

وفي إجراء جرد سريع للشخصيات التاريخية الأدبية والعلمية سنرى أن الشخصية العربية كانت تحفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفارها، ومن ثَمّ تتشرب القيم والفضائل الإنسانية، وإن كنا اليوم نشتكي من مجتمع يتفشى فيه الانحلال الخلقي فذلك لغياب سمة القراءة أولاً وغياب القدوة العظيمة ثانياً وعدم ربط الشباب بالعمل ثالثاً، فالفراغ مفسدة وهو العدو الأول للنجاح.

وإذا كان علينا الاندماج والانفتاح على الغرب كما حدث في الدولة العربية الإسلامية حين استقطبت العلماء والمفكرين من الفرس والروم فإننا نستورد علمهم وتقنياتهم ولكن ليس علينا بالضرورة أن نستورد قيمهم، منطلقين من قول الرسول الكريم الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

ويجب الانتباه إلى مساعيهم في إلباس الانحلال الخلقي ثوب الحرية الشخصية، وإلى دخولهم السريع عقول أطفالنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا نستطيع ضبط الأمر إلا بربط الأفراد بمنظومات ثلاث:

منظومة القيم ومنظومة المعارف ومنظومة المهارات:

منظومة القيم: والتي تطمح إلى تزويد الناشئة ببعض العلوم الشرعية وغرس حب العبادة في نفوسهم.

ومنظومة المعارف تهدف إلى إشباع الميول والمواهب والرغبات.

أما منظومة المهارات فتقدم أنشطة وبرامج ترفيهية ورياضية وعلمية.

والنقطة الأهم في بناء مجتمع متماسك تسوده القيم هي أنه لا بد من تفعيل والاهتمام بدور المرأة العربية التي هي أصل الأسرة ونواة المجتمع، وكلنا نحفظ عن ظهر قلب قول الشاعر:

                      الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق

والتاريخ العربي زاخر بأسماء نساء عربيات جعلن التاريخ يطرق رأسه إجلالاً لهن.

* بكالوريوس أدب عربي، سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق