![]() |
بشراير آسيا |
بشراير آسيا *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
العنصر الروحي الديني أهم سبيل لتقويم وبناء القيم الأخرى، الإسلام دين علم ومنطق، يؤسس المكونات المعرفية والعاطفية والسلوكية للفرد بشكل صحيح، حتى اللغة العربية لغة الفصاحة والمروءة ورسالة للعالمينـ وهويتنا بلغت ذروة العزة في مهد الفتوحات الإسلامية.
وقد سعت بعض الإمبراطوريات الكبيرة في أزمنة سابقة إلى استعمارنا ونهب ثرواتنا، وتدمير حضارتنا، والسعي لتهديد وجودنا كأمة أصلية، بطمس الحقائق وتغيير سجل كتابة التاريخ، كما جاءنا ما هو أدهى وأمر: الغزو الفكري والثقافي والهيمنة الاقتصادية والسياسية، ولحماية هويتنا ما هو واجبنا حتى نصل لتعزيز عروبتنا ونبني أفراداً يتفاخرون بنسبهم ويصنعون بصمتهم وهويتهم في ما يقدمونه؟
دراسة المخاطر والتبعات التي تمس هويتنا وتهويلها، تعد من الأولويات التي يجب إدراجها في مجالات البحوث الجامعية لإيجاد حلول نوعية والخروج من هذا التأثير السلبي والحد منه. وأيضاً تغيير الصورة التخويفية والإسلاموفوبيا والمساهمة بتقديم الصورة الصحيحة عنا. وكذلك حرب مواقع التواصل الاجتماعي التي تأتي لتسرق حياة شبابنا، وتخصيص استعمالاته وتوجيهها لمجال التسويق والإشهار والعمل التوعوي الاجتماعي وعيش الواقع.
ويجب الحد من التأثير الإعلامي والتعليق الدائم على محتواه وتصحيح المفاهيم لمتابعيه من كبار وصغار مع وضع المحتوى التعليمي والفكري القيم في المتناول، والرقابة الدائمة عليه بتكوين لجان دينية واجتماعية تعالج بتقنيات حديثة المشاكل قبل ظهور التفكك الأسري.
ومحاربة تقليد النمط المعيشي للغرب، واستنكار الانحلال الأخلاقي، لنكون نحن من يؤثر وليس من يتأثر، فلنعطِ دروساً لمفهوم الأسرة والأخوة وحتى الزواج والأمومة والتربية وبساطة العيش والكرم ومواقف الحكمة والعبرة عن طريق الإنتاج الفكري والإعلامي والمسرحي.. ونتواصل ونتحد لنتكامل مع بعض، ومنح أسرار التكنولوجيا والمهن من جيل لجيل وسبل الابتكارات لخلق مجالات أوسع لعرض وإنجاز سلع وخدمات تحمل هوية "صناعة متقنة عربية".
والوعي، وحمل الرسالة، وتحمل المسؤولية منذ الصغر وزرعها بالقدوة الحسنة، علينا الالتزام بها لنصنع أفراداً مثل صلاح الدين الأيوبي، هدفه إعلاء كلمة الحق، وتحقيق العدل، إذ أثر بالصدق والأمانة والإحسان في كل من لاقاهم، حير خصومه في المعارك وكسب ثقتهم حتى أحبوا دينه، واطمأنوا له؛ لأنها ظهرت في سياسته ومعاملاته، فتأثروا ثم دخلوا الإسلام أفواجاً أفواجاً.
* بكالوريوس هندسة بيولوجية، مهتمة بالكتابة، الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق