![]() |
عبدالرحمن يوسف علي |
عبدالرحمن يوسف علي *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)
(صلاح أمرك للأخلاق مرجعه... فقوم النفس بالأخلاق تستقم)
(إذا أصيب القوم في أخلاقهم... فأقم عليهم مأتما وعويلا)
قالها أمير الشعراء أحمد شوقي في أبياته واضحة جلية.. من دون الأخلاق ليس لنا وجود؛ فالأخلاق التي يتمتع بها المجتمع هي ما تنعكس علي تاريخه الذي يصنعه، وعلى تراثه الذي يبنيه، فالأخلاق هي ما جعلت حاتم الطائي يذكر في التاريخ على أنه أكرم العرب، والأخلاق نفسها هي ما جعلت مادر وغيره يعرفون بالبخل.
والقيم الإنسانية هي المقياس الذي يحدد الفرق بين تصرفات البشر والحيوانات، ومن حسن حظ العرب أن تلك القيم متجذرة في تاريخهم، وأننا لدينا معلم قد أسس تلك القيم، فتلك القيم هي ما جعلت الرسول (صلى الله عليه وسلم) يعفو عن أهل مكة برغم الأذى الذي سببوه له ولأصحابه، والقيم نفسها هي التي آخت بين المهاجرين والأنصار، وهي القيم التي جعلت المسلمين يعيشون مع اليهود في مكان واحد حتى خانوا العهد، وهي نفس القيم التي تعدت العرب لتصل لسمرقند التي خرج منها المسلمون بعد دخولها في موقف نادر في التاريخ، وهي نفس القيم والأخلاق التي جعلت آلاف يدخلون الإسلام أفواجاً بلا قتال أو حروب؛ فقد كانت تلك القيم سبباً في فتح القلوب، واسألوا دول جنوب وشرق آسيا كيف دخلوا الإسلام عن طريق أخلاق التجار المسلمين وصدقهم في المعاملة.
فالقيم الإنسانية والأخلاق لابد لها من مصدر تستمد منه مشروعيتها، مصدر يكون هو الوازع الذي يحث ويرغب الناس علي القيام بها بالثواب، وفي الوقت نفسه يرهبهم حال تركها بالعقاب؛ ليحدث التوازن الذي يحتاجه الإنسان، مصدر يتفوق علي القانون الذي يكون الالتزام به خشية العقاب فقط، نحتاج لمصدر تكون قوته متغلغلة داخلنا، وليس هناك مصدر أقوى من المصدر الإلهي وهو الدين.
لسنا في حاجة لاختراع قيم وأخلاق جديدة فهي بالفعل موجودة، لكن فقط علينا أن نكتشفها ونعود إليها.
* بكالوريوس شريعة وقانون، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق