عبدالباسط قندوزي: هوية عربية متأصلة تنبع من سيراج القيم الإنسانية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/18/2022

عبدالباسط قندوزي: هوية عربية متأصلة تنبع من سيراج القيم الإنسانية

مشاهدة
عبدالباسط قندوزي

عبدالباسط قندوزي *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)

يعتدّ العربي بتاريخه وأمجاد أجداده وما حققته شعوب توارثت نبل القيم الإنسانية في بعدها الكوني، وهي مكتسبات قيمية تتسامى عن غلوّ المادة وسيطرتها على التركيبة البشرية في الزمن الراهن. وأمام مغريات الحياة وصلفها، والانفتاح الحضاري وما يعصف به من عادات وافدة وأنماط فكرية دخيلة تؤثر في العقل العربي أمام كلّ هذه المغريات، يقف العربي بين منزلتين يتأرجح بينهما، أولها الحفاظ على ركائز هويته، وبالتالي مكاسبه القيمية وشخصيته المستقّلة المتشبّثة بروح العروبة وصدى أخلاقها، وثانيها فتح الباب أمام وافد فكري ينفث قيم وعقلية تفرض بدائل شمولية لا تقتنع بحدود المنطق والمعقول فتغلّف البعد القيمي بمنسوب من التحرر الاجتماعي في أقصى تجلياته. فأي الطرائق الأكثر نجاعة نطوّعها لغاية بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم العربية في ظلّ متغيّرات عالمية تفتح قنوات مباشرة تؤثر سلباً وإيجاباً على نحت مقولات بديلة عن إرث يعلي مكانة القيمي المتضايف وهويتنا العربية؟

أطروحة شائكة تتشكّل وتفرض حضورها لتضع المنشغل بأحقية العربي في التعايش ضمن منظومة عالمية لها تأثيرها وهو واقع يحتّم تحصين الذات العربية أمام البديل القيمي المستورد للحفاظ عن المقولات الأخلاقية والقيم الإنسانية النابعة من خصوصية العروبة في بعدها المطلق ودرس الهوية المقترنة بركيزة الإسلام ومفاهيم الإنسانية داخل أركانه، وهي مسألة تتجذّر إن ركّزنا أسسها في مناهج معيشنا ومناهج تعليمنا، ودعّمناها بالدعاية لها في منابر إعلامنا كي تتأكد وتنغرس في الحقل القيمي الكامن في جوف كلّ عربي محمّل بعزّة الانتماء، وتحويلها إلى رسالة كونيّة تؤصل صورة الشخصيّة العربية الاعتبارية والحاملة لسجية وجبلّة تنهل من مكارم خُلقيّة تقبل الغير وتتفاعل معه ضمن خانة التسامح والإيمان بأن الذات تكتمل بالمتعدد المختلف. وفي هذا السّياق تُبنى شخصية معتزّة بتأصلها مدافعة عن هويتها ومكرّسة لمبدأ التعايش السّلمي ضمن دائرة الندّية في كنف احترام الخصوصية.

ختاماً تعدّ النزعة القيمية المسكونة بجوهر الإنسانية أساس نحت الشخصية العربية الأصيلة والتي تصقلها حضارة وتاريخا وتثبّتها روح الهويّة وتخصّبها مكارم الأخلاق المتوارثة.

* خريج المعهد العالي للفنون والحرف، تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق