![]() |
يوسف جبران |
يوسف جبران *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي، وتعزيز هويتهم العربية)
من المسلم به أن القيم الإنسانية منبثقة من الفطرة السليمة التي يولد بها الفرد وأهم مكوناتها النقاء الداخلي، وحسن الخلق، والمروءة، والكرم، والسخاء، والنصر، والقوامة، والشجاعة، وخلاف ذلك من الصفات التي من خلالها يطلق على الفرد بأنه ذو قيمة إنسانية أو إنسان صالح نفسياً وصالح مجتمعياً إلى حد كبير.
هذه القيم من خلالها يتحدد دور الفرد في المجتمع وتحدد سلوك المجتمع تجاه الفرد؛ فبالتالي بإمكاننا أن نقول إن القيم الإنسانية هي التي تضع قواعد الفرد في تعاملاته تجاه الإنسان وبقية الكائنات.
هناك عوامل تؤثر في هذه القيم كالمتغيرات الدخيلة والمستجدات والمستحدثات التكنولوجية وعلى رأسها وسائل التواصل والإعلام، فلها دور كبير في السيطرة على عقول الشباب، الذي هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع؛ فنجد مثلاً أن المحتوى غير المقيد والتقليد الأعمى من بعضهم أبرز تلك المشكلات التي تواجه الهوية وتغريب الشباب عن مجتمعاتهم وقيمهم الإنسانية الأصيلة.
بيد أن جهل بعض الأمم في تعزيز وتنمية القيم الإنسانية السليمة، وانحراف عقولها عن الفطرة السليمة؛ يؤدي بالضرورة إلى الهلاك والفوضى مختلطاً بأزمات أخلاقية ومجتمعية طاحنة والذي يؤدي إلى مجتمع متفكك هش وغير متماسك على الأغلب وقد تنثره أي ريح أقل من كونها ريح عاتية.
بعض مجتمعاتنا العربية تعالج هذه الظواهر وتلك الأمور الدخيلة من خلال إكساب وتعزيز تلك القيم الإنسانية والعربية السليمة وتطعيم الثقافة الاجتماعية بها، والحد من المتغيرات الدخيلة وعناصر التغريب، وذلك من خلال طرق عدة، أو وسائل أو حتى استراتيجيات كاملة أبرزها على سبيل المثال لا الحصر.
تعزيز وتنمية الكفاءات الأسرية وتوضيح مسؤولية الأسرة تجاه أفرادها ووضع خطط للتربية في المنزل وتوضيح دور كل شخص.
استغلال وسقيا نوافذ التواصل والإعلام بما يعزز الهوية العربية والقيم الإنسانية السليمة.
كذا إقران تلك القيم بالمناهج الدراسية وأبرز أشكالها محاكاة سير السابقين؛ كحاتم الطائي في الكرم، وعنترة في الشجاعة، وأبو بكر الصديق، رضي الله عنه، في الوفاء، والنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في كل شيم الكرام.
كما أن هناك بعض المجتمعات تتبنى أضعف تلك الطرق وقد تكون أقومها وهي نشر تلك القيم عن طريق لافتات تعلق في الأماكن العامة والخاصة وعلى المستخدم من الأشياء توضح القيم وأشكالها والعائد من تبني هذه القيم.
وهذا كفيل بأن يعزز للشاب العربي هويته العربية الأصيلة والتي تقترن بالوفاء والكرم والشجاعة، وبناء شخصية قويمة.
* بكالوريوس تربية، مصر
ممتاز
ردحذف