![]() |
أحمد ظافر |
أحمد ظافر *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
يعد الشباب اللبنة الأولى في البناء، والركيزة الأهم التي يتكئ عليها المجتمع في نهضته، وهي الفئة التي تحمل على عاتقها مسؤولية الرقي والازدهار، ويناط بها التقدم والنماء؛لكونها الفئة الأكثر نشاطاً وإنتاجاً من بين فئات المجتمع.
ولأن الشباب العربي هو محور ارتكاز الأمة العربية؛ وجب الحديث هنا عن كيفية بناء شخصيتهم، وتعزيز هويتهم، وانتمائهم لوطنهم وأمتهم، خصوصاً مع ما يواجهونه - في الوقت الراهن - من تحديات جمة، وما يتعرضون له من غزو فكري وثقافي، يهدف لطمس هويتهم العربية، وتجريدهم من المبادئ والقيم السامية، وجعلهم في موقع التابع المحتذي للنماذج الرديئة، اللاهث وراء التقليد الأعمى، لكل ما هو سلبي في الأفكار والأخلاق والمظهر والسلوك، المنبهر بقشور الحضارة الغربية، والمنحرف عن النهج القويم.
وفي ظل هذه التحديات التي تعصف بالشباب العربي، يجب علينا البحث عن الوسائل الممكنة لبناء شخصيتهم، وتمسكهم بمبادئهم وقيمهم الحضارية السامية، ولعل أبرز هذه الوسائل هي: تأكيد ثقتهم بأنفسهم، وتطوير قدراتهم، وغرس الطموح والتفاؤل فيهم، وتعزيز القيم المثلى كالتسامح والتعايش والمحبة والسلام والوسطية والاعتدال والأخلاق الحميدة كافة، التي لا يتسع المجال لذكرها، وتقديم النماذج الناجحة، والمؤثرة، والقدوة الحسنة، وتسخير وسائل الإعلام؛ للتصدي لحملات التغريب التي تستهدفهم، ونشر الوعي بضرورة التمسك بالهوية العربية والحضارية والاعتزاز بها، والتأكيد على دور الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية في التوعية والتثقيف وغرس قيم حب الوطن والانتماء للأمة العربية وتمجيدها، ونبذ كل أشكال التطرف والغلو والانحراف، والتحلي بروح القيادة والمسؤولية مع وضوح الرؤية والهدف، ورسم الخطط المستقبلية لهم.
ولا ننسى التنشئة السليمة، وتوفير فرص العمل، والتخلص من الأمية والبطالة، بما يخلق شباباً عربياً مخلصاً لوطنه، معتزاً بعروبته وحضارته محافظاً على عاداته وتقاليده وقيمه السامية، مجدداً ومبتكراً رافضاً الانجرار وراء كل ما هو زائف ودخيل على مجتمعه وأمته.
وختاماً: يا شباب أمتنا العربية يا عماد الحاضر وأمل المستقبل: الصدق الصدق في انتمائكم، الحرص الحرص على هويتكم عضوا عليها بالنواجذ.
* كاتب وشاعر، اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق