![]() |
عبد الحسن |
عبد الحسن *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
إن ما يملكه أي شخص من القيم الإنسانية هو مؤشر على مدى الأثر الذي سيتركه هذا الشخص في نفوسنا، الكثير من الناس لا يهتم بها ويعدها أشياء مكملة وليست ضرورية، ويعد أن الواقع الحالي الذي نعيشه يفرض علينا اتخاذ سلوكيات معينة لا تتماشى مع ما ينادي به بعضهم من التمسك بهذه القيم، فمثلاً يعدون الصادق والوفي والملتزم بمبادئه في تعامله ساذجاً، وربما دعوه بالمعقد، ويرون أن المتحرر من أي مبدأ أو قيم معينة ويعيش على هواه، يتلون ويغير جلده بحسب الموقف الذي يكون فيه هو رجل هذا الزمان.
ويميل كثير من الشباب في وطننا العربي لتبني هذه الفكرة، وذلك لتأثرهم بالانفتاح الكبير الذي تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي أو نتيجة تأثير البيئة التي يعيش فيها، وأحياناً تأثير الأهل، فهم من تقع عليهم المسؤولية والواجب بشكل أساسي لزرع القيم الإنسانية وغرسها داخل النفوس؛ لتكبر وتنمو مع نموهم، فكل شاب يحمل قيماً سواء كانت حسنة أو سيئة، فإن لأبويه دوراً في نشوء هذه القيم.
وفي مواقع التواصل الاجتماعي نجد الشباب العربي يتخذ العديد من الشخصيات الضائعة حرفياً قدوة ومثالاً أعلى يحتذى به، فيقلدونهم في كل شيء خطأ كان أم صواباً.
ولكن، وكما أن هناك ظلاماً فهناك نورٌ أيضاً، فالعديد من الشخصيات الملهمة قدمت تجاربها ونصائحها للشباب العربي لتنهض به وتعيده لجادة الصواب، وتذكره بقيم الإنسان الفاضل ومبادئه، وأن الصدق والأمانة والوفاء والاحترام وتفهم وجهات نظر الآخرين هي ما يجب أن يكون عليه الإنسان بحق، وأنها تسمو به في مراتب الحياة وفي مراتب القلوب أيضاً.
إن الإنسان العربي منذ القدم كان يتسم بهذه القيم وكانت تجري منه مجرى الدم، فكم سمعنا عن قصص الوفاء والمروءة والصدق والاحترام وغيرها والتي تشهد أن القيم الإنسانية مزروعة فينا منذ القدم، وأن ما أسهل أن يعود الإنسان لفطرته.
فعلى الشباب العربي أن يتمسك بهذه القيم، ويضعها نصب عينيه، ولا يميل مع كل مائل، فكما كانت سبيلنا للرفعة والسمو في الماضي ستكون كذلك في الحاضر وفي المستقبل.
* بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق