سحر حسب الله *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
بناء شخصية الشاب العربي تعريفها بأنها تلك السمات المشتركة التي يتصف بها مجموعة من الشباب، النابعة من القيم والعادات والأعراف السائدة التي تحكم المجتمع ومن التاريخ الواحد المشترك، الذي يوحد مصير الجميع، والهوية هي التي تترجم روح الانتماء لمواطنيها ولها دورها الكبير في تقدم الدول، ومن غيرها تفقد الأمم كل معاني بقائها واستقرارها.
الملخص: يأخذ دائماً موضوع الشباب حيزاً مهماً عندما نتكلم عن الهوية، فالشاب دائماً يبحث عن الجديد والتجديد، لأنه الوعي الذي يوصي بتضافر الجهود، وبراعم الربيع لشجرة المجتمع العربي.
وفي ضـوء مـا يشـهده الـعصر الحـاضر مـن متغـيرات وتحـديات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وتكنولوجية، ومن أهمها العولمة بجميع أبعادها وما رافقها مـن غــزو ثقــافي اخــترق فئــات المجتمــع المختلفــة، والشباب عموماً هم الفئة الأكثر عرضة للفجوة الثقافية والاغتراب؛ لأنهم الأكثر معاناة من هذه الفجوة.
وإن لمصادر المعرفة الجديدة والانفتاح على العالم في ظل اقتصاد المعرفة دوراً كبيراً في تشكيل هوية شبابنا في المستقبل، إذ إن عامل التأثر والتأثير بهذه العناصر، إضافة إلى التغير المستمر في وسائل الاتصال والإعلام، سيسهمان بشكل مباشر في تشكيل هوية هؤلاء الشباب؛ لهذا ينبغي على قادة مجتمعاتنا ومفكريهم العمل بشكل سريع ومثابر لضمان الاستثمار الإيجابي لهذه الأنماط والأدوات.
ولا يمكــن لنا أن نكوّن صورة أشمل وأقرب عن واقع الشباب العربي دون النظر إلى البيانات والمعلومات التي تعد بمثابة الجسر لتحقيق اإلشراك والتمكين وبناء الشخصية، بالمقابل، فإن انشغال الشباب عن تشكيل هويتهم ووضع معايير تميزها سيؤدي إلى شعورهم بالاغتراب عن أنفسهم وعن كل ما يجري من حولهم، ومن ثَمّ سيفقد العمل الثقافي الموجه للشباب ولغيرهم أمراً لا غنى عنه في إطار عملية السلام وهويتهم الثقافية، وذلك من خلال توفير بيئة تساعد الشباب على بناء أنفسهم.
- علينا إعطاء الشباب الثقة بذواتهم ليكونوا قادرين على بناء وتشكيل هويتهم الذاتية وهوية مجتمعهم.
- عدم تقييد الشباب وإرغامهم على البقاء بعيدين عن المسؤولية إذ لا يمكن أن يُخرج جيلاً قادراً على التجديد والإبداع.
-علينا أن نمنحه هوية متماسكة وسوية تمنعه من الوقوع في فخ مفهوم "الهوية الصافية" التي يُتوهم أنها تشكلت بمعزل عن المؤثرات والتفاعلات الحضارية للآخر المختلف عنها، لأن الوقوع في هذا الفخ سيصيب شبابنا بالنرجسية والنزعة الشوفينية التي ستزج بهم في مستنقع كراهية الآخر المختلف والنظر له نظرة دونية، وبذلك سيُحرم هؤلاء الشباب من فضيلة التثاقف الحضاري القائمة على العطاء والأخذ والحوار المنتج الخلاّق.
- الاهتمام بالشباب ورعايتهم وتزويدهم بمستجدات العصر مع ضـرورة الحفـاظ علـى الهويـة الثقافية وتراث الأمة، وربــــط الجامعــــة بــــالمجتمع والتأكيــــد فــــي خطــــط التنميــــة علــــى اســــتيعاب جميــــع الأطــــراف والكفاءات التي تخرجها الجامعة والاستفادة منها، وضرورة حث الشباب بالانتماء للوطن وتنمية روح المواطنه لديهم.
- توعية الشباب على التمسك بتراثهم الثقافي وعاداتهم وتقاليدهم، وتوعية الشباب بعدم الانجذاب للثقافات الغربية وتقليدها دون وعي مع الأخذ فـي الاعتبـارعادات وتقاليد المجتمع العربي المنتمين إليه، العدالة والمساواة في توزيع الحاجات والخدمات للشباب وفي حصـولهم علـى فـرص العمـل وذلك للتقليل من المشكلات التي يواجهها الشباب، وإقامــــة حــــوار فعــــال وحــــر بــــين الشــــباب والجهــــات السياسـية والاجتماعية المســــؤولة فــــي المجتمع، وبث روح التعاون والمشاركة بين الشباب بما يعود بالنفع على مجتمعهم ووطنهم.
لأن الشباب ليسوا هوية فقط بل مواطنون يتحلون بالطموح والإحساس بالمسؤولية ويرسمون بثقة معالم مستقبلهم، ويشاركون بفاعلية في بيئة اجتماعية واقتصادية دائمة التطور، ويبنون مجتمعاً.
وبـمساندةُ هؤلاء الشباب في اتّقاء العنف وفي تعزيز ثقافة التسامح والحوار بين الثقافات، الشراكة هي إشراك الشباب عند وضع استراتيجيات بناء السلم ستنهض أمم أخرى من بين الشتات.
* كاتبة وروائية، حاصلة على شهادة البورد الأمريكي، العراق
لأن الشباب ليسوا هوية فقط بل مواطنون يتحلون بالطموح والإحساس بالمسؤولية ويرسمون بثقة معالم مستقبلهم، ويشاركون بفاعلية في بيئة اجتماعية واقتصادية دائمة التطور، ويبنون مجتمعاً.
وبـمساندةُ هؤلاء الشباب في اتّقاء العنف وفي تعزيز ثقافة التسامح والحوار بين الثقافات، الشراكة هي إشراك الشباب عند وضع استراتيجيات بناء السلم ستنهض أمم أخرى من بين الشتات.
* كاتبة وروائية، حاصلة على شهادة البورد الأمريكي، العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق