فادي قطوش: على كاتب أدب الطفل طرح القيم وأفكار والتسامح والاحترام - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/19/2022

فادي قطوش: على كاتب أدب الطفل طرح القيم وأفكار والتسامح والاحترام

مشاهدة
فادي قطوش



طرطوس، سوريا: حسام الساحلي

القصص والروايات الأدبيّة ليست حكراً على فئة عمرية معيّنة؛ فالأطفال أيضاً لهم قصص وروايات تتناسب مع أعمارهم، تُكتب لهم بأيادٍ خبيرة، وبألفاظ وتراكيب سهلة تتناسب مع فئاتهم العمرية، والغاية منها صقل شخصية الطفل وتعليمه قيم المحبّة والخير والتّعاون، وأيضاً الغاية منها أن نبعد الطفل عن القيم السلبية ونكشف له عاقبتها، وقد ترسّخ هذا الفنّ عربياً وصارت جميع المسابقات العربية تفرد له زاوية، وتخصص له جوائز معنويّة وماديّة قيّمة.

حول موضوع كتابة أدب الطفل تواصلت ( باث أرابيا) مع الكاتب الأردني فادي علي محمد قطوش الحائز على المركز الأوّل في مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص الأطفال، كما يعمل في تحضير صفحات متخصصة في عدد من مجلات الأطفال منها: مجلة وسام/ الأردن - مجلة الشرطي الصغير/ الأردن - مجلة عيالنا/ قطر.

ولديه أعمال كثيرة، منها رواية للفتيان بعنوان رحلة إلى المكتبة السحرية، ورواية أخرى بعنوان أنت قادر (صادرة عن وزارة الثقافة الأردنية).

رواية أنت قادر

شروط الأعمال الأدبيّة الموجّهة للطّفل

يفتتح الكاتب الأردني فادي قطّوش حديثه: "العمل الأدبي الموجّه للطفل بحاجة إلى أمور عدة؛ فصعوبة الكتابة للطفل تتمثّل بأنّ فترة الطّفولة تنقسم إلى شرائح عمرية عدة، فمن هم في عمر الخمس سنوات لهم اهتمامات، واحتياجات معيّنة. وتستطيع أن تخاطبهم بأفكار تختلف عن الأطفال في عمر الثمانية، وعن الأطفال في عمر الثانية عشر، لذا على الكاتب الذي يكتب للطفل أن يستخدم الألفاظ والتّراكيب الملائمة للفئة العمرية التي يوجّه قصصه لها. والكاتب المحظوظ هو من يملك أولاداً أو أحفاداً في فئات عمرية مختلفة؛ فيستطيع التخيّل أو الاستعانة بهم بأن يقرأ عليهم ما كتب حتّى يتأكّد من أنه استخدم الكلمات والتّراكيب المناسبة".

خطوات تنمّي أسلوب كتابة أدب الأطفال

"كاتب أدب الطفل حتّى يستطيع الكتابة بشكل مناسب أنصحه بالقيام بأمور عدة: مثل أن يتحدثّ مع الأطفال ويتعامل معهم، وأن يطّلع أكثر على كتابات الآخرين في هذا المجال ، ويمكن أن يُدعَّم العمل الموجّه للطّفل بالرسوم والصّور؛ خصوصاً إن كان موجهاً لمرحلة عمرية صغيرة". هكذا نصح الكاتب الأردني فادي قطّوش جميع الكُتّابِ العرب المهتمين بكتابة أدب الطفل.

القيم التي يجب أن نركز عليها في أعمال الأطفال

حول القيم التّي يزرعها أدب الطّفل في أرض الطّفولة الخصبة، التي سيزهر فيها ربيعهم القادم في المستقبل، يذكر لنا فادي: "أعتقد أنّ أدب الطّفل والكتابة للطفل لها أهمية كبيرة في صقل شخصية الطفل القارئ، ويمكن أن يكون لها دور كبير في رسم شخصية الطفل، لذا على كاتب أدب الطفل أن يكون حريصاً جداً في انتقاء القيم والأفكار بعناية، وأن يركز على قيم التسامح والاحترام وقبول الاختلاف واحترام الرأي الآخر والصدق والعدل وقول الحق في كل الظروف. وهناك أيضاً قيم أخرى لا تقل أهمية عما ذكر كحب الوطن والانتماء إليه، واحترام حقوق الآخرين. ولا بد من الإشارة إلى أن على الكاتب أن يبتعد عن القيم الغريبة على مجتمعنا والتي لا تناسب ثقافتنا وديننا الحنيف.



الفرق بين الأعمال الأدبيّة والتّلفزيونيّة الموجّهة للطّفل

يختتم الكاتب الأردني قطّوش حديثه بمقارنة بالغة الأهميّة بين أدب الأطفال المقروء، وأعمال التلفزيون المرئية الموجهة للطفل: "يجب أن نفرق بين الأعمال الأدبية المكتوبة والأعمال التلفزيونية؛ فالأعمال المكتوبة على الورق والكتب والقصص الموجهة للطفل أعتقد أنها على مستوى جيّد جداً، وتراعي احتياجات الطفل، وتزرع في داخله القيم المناسبة. فلم يسبق أن أمسكت كتاباً موجهاً للطفل، ولم يعجبني من حيث الفكرة أو القيم المطروحة فيه، ولكن بالنسبة للأعمال التلفزيونية فهي المشكلة الكبرى، وهي عدو الكتاب الأول، فكل الأطفال يشاهدون التلفاز ويتأثرون به أكثر بكثير من قراءة الكتب، وأستذكر هنا الإهداء الذي كتبته في رواية المكتبة السحرية: "الإهداء إلى كل طفل استطاع أن يقاوم سطوة الأجهزة والألعاب الإلكترونية وأمسك بيده كتاباً"، فالأعمال التلفزيونية على الأغلب من وجهة نظري تنمي لدى الطفل العدوانية والأنانية والعنف، وذلك ينعكس على ألعاب الأطفال الصغار. خصوصاً أن أغلب التلفزيونات العربية تعتمد على الأفلام الكرتونية الأجنبية المترجمة والمدبلجة". في إشارةٍ منه إلى أن هذه الأفلام المترجمة، والمدبلجة مثل السمّ البصري للطّفل، لأنّها تحمل عادات وسلوكيات وقيم المجتمع الأصل المصنّع لها، وهي على الأغلب تتنافى مع سلوكيات وقيم مجتمعنا العربي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق