آية يوسف: وأد الهوية العربية سبب تدمير القيم الإنسانية - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/29/2022

آية يوسف: وأد الهوية العربية سبب تدمير القيم الإنسانية

مشاهدة


آية يوسف *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

"حافظ على قيمك إيجابية لأنها ستصبح قدرك"

قول مأثور يقع على كثير من الحقيقة، نعترف أن قيمنا وهويتنا مفقودة بين شبابنا، ولكن قبل أن نعالج المَرَض، نفهم العَرض.

القيم تسير في خط متوازٍ مع الهوية، يقطعهما الموروث الديني، عندما نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا وإرثنا الثقافي والحضاري، حينها سنتقابل مع الثلاثة في آن.

وهنا سننتقل إلى لُب المشكلة، كيف انفرط عقد القيم والهوية من شبابنا؟

في الحقيقة لم يقطعه الشباب بأنفسهم، فجُرمهم الانفراط من الخيط بعدما انقطع؛ بسبب كم العقبات التي نُسج بعضها بفعل فاعل، وبعضها الآخر نتاج تحولات الزمن واستحداثه.

فالشباب الذي يميل إلى التعبير عن رأيه واشتعال الحماسة، انطفأ بسبب مشكلات اقتصادية ونفسية وأسرية واجتماعية.

هناك سُبل عدة لوأد هذه المشكلات، ولكنها تحتاج لإرادة صادقة لحلها، عندئذ سنقضي على نحو 60% من مشاكل أمتنا.

مشكلة الشباب الأزلية، دفْن أرائهم قبل أن تولد، مُطالبون من المجتمع والآباء أن يعيشوا بأفواه مخيطة إلا من فرجة صغيرة يدخل منها الطعام والشراب فقط.

انعدام الحوارات بين المسؤولين والشباب، صَنَعَ جيلاً متواكلاً، فمهما كانت الخبرة ضرورية، فتجديد الفكرة مطلوب.

ثم مشكلة العدالة بين الكفاءات التي توارثتها الأجيال جيلاً إلى جيل حتى أصبحت سمة طبيعية أحبطتهم، وحتى إن جاهدت الكفاءات للوصول يأتي دور فقر الاحتياجات الضرورية لأفكارهم تعنتاً بسبب استصغار سنهم، وكأن التاريخ لم يُصنع بشباب بل فتيان فتحوا دولاً وأقاموا حضارات وحكموا إمبراطوريات.

وبالحديث عن التاريخ، يأتي دور الهوية التي فُقدت بالكامل، من حيث عناصرها الثلاثة الدين والتاريخ واللغة، بسبب انفتاح الشباب على ثقافات أخرى وجدوا فيها الترويح عن أنفسهم المكبوتة.

أين دور الدول في تربية الصغار على هويتهم؟ فعندما نربي جيلاً يعرف قيمة هذه الأرض وهذه الحضارات سيقدرون هذه الهوية وستنطبع القيم الموجودة فيها على أفعالهم كنتاج طبيعي.

فلنبدأ باستغلال طاقات الشباب في مشاريع تنموية وننظمها، ولنترك نافذة لهم ينفتحون منها على الثقافات الأخرى، نصنع إطارها من قيمنا وهويتنا لكي لا ينحرفوا عنها إلى جُحر.

* صحافية وكاتبة، إذاعية، مصر

هناك تعليقان (2):