![]() |
د. إسلام أبوفرحة |
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
الإنسانية الحقة تتمثل في تلك القيم التي نحملها ونتعايش بها، وقد يختلف مفهوم القيم الإنسانية مع اختلاف الثقافات، فنرى قيماً غريبة عن ثقافتنا العربية قد تندرج تحت الانفلات الأخلاقي عنها قيماً تبني شخصية سوية، وهذا نابع من التعدي الصارخ على الفطرة السوية والعقيدة الربانية.
شخصية الشباب العربي دائماً تصاحبها وتبنيها العديد من المُثُل. الكرم والنخوة والشجاعة والإيثار ما يميز الشخصية العربية عبر الأزمنة والعصور. وجعلت من الشباب العربي نبراساً ومثالاً يحتذى لبقية الأمم.
بيد أن تلكم القيم انزوت في ظل الهيمنة الغربية على واقع الشعوب العربية بداية بالاحتلال الذي دام أجيالاً عدة، ثم بإعلام قادر على الوصول إلى المحتوى الفكري والقيمي للشباب العربي. فأصبح من المألوف تماماً أن نرى القيم الغربية تبرز بقوة على هيئة بعض الشباب وأسلوب حياتهم، وأيضاً في ظل ظروف محيطة ضاغطة متمثلة في الفقر الفكري والمادي، تخلى العديد من الشباب عن هويتهم العربية، وصار يتجه بإصرار إلى كل ما يجعله ينسلخ عن تلك الهوية.
القدوة هي الدافع الذي يحتاجه الشباب العربي ليتمسك بقيمه الأصيلة ويبني عليها، وفي ظل الغياب الواضح للشخصيات العربية المؤثرة على الساحة والتي تتمسك بالقيم العربية الأصيلة، يستمر الشباب العربي في الاقتداء بما هو غريب عن هذه القيم.
هذه القضية تبرز دور الأسرة بشكل واضح في غرس القيم منذ الطفولة، وبهذا الدور يجري تأكيد ضرورة التمسك بهذه القيم حتى وإن بدا الواقع مُضْعِف لوجودها.
لا يخفى علينا دور السلطة أو الدولة في إرساء هذه القيم ودعمها، ووجود سلطة متجاهلة لها أو متجهة لما هو مغاير، ينعكس ذلك بشكل مباشر على الشعوب.
وإن بدت الشخصية العربية بقيمها الأصيلة تعاني، فبين الفينة والفينة تظهر رغبة الشعوب العربية في استعادتها، ومثال ذلك الصورة التي ظهر بها مشجعو كرة القدم في كأس العالم المقامة في قطر 2022، من تواد وتآزر وأخوة لكل الفرق العربية بغض النظر عن انتماءاتهم. وكأن هناك نسمة رقيقة تسري في الأجواء تحمل رغبة العودة إلى مجد تليد.
* صيدلاني، كاتب، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق