![]() |
محمد الشريطي |
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي وتعزيز هويتهم)
على الرغم من كبر العالم واتساع قاراته، وتعدد شعوبه واختلاف أجناسه، اتفق العقلاء على أعمدة القيم الإنسانية التي طالما وقفت –في عالمنا العربي خاصة- سداً منيعاً وحاجزاً سميكاً ضد مظاهر التفسخ والانحلال والانتهاكات المادية والمعنوية، سعياً نحو تكريس العدل والأمان الجماعي، بما يسهم في تشكيل ذوات صالحة، تسعى للخير وتحبه لغيرها كما ترضاه لنفسها وأكثر.
فمن الإنصاف أن نشهد أن لهذه القيم دوراً ناجعاً فعالاً في تقويم شخصية الشباب العربي، عبر زرعها لمبادئ الأمانة والصدق والعدل والإيثار. مبادئ، إذا ما تشبع منها الشاب العربي يترجمها في منهجه وسلوكه اليومي سواء في بيئته الخارجية أو داخل أسرته ونواته الأولى، لتتشكل إثر ذلك؛ ذات نافعة صالحة في مجتمعه، منتجة في معمله، دافعة لكل خير، ومقاومة لكل شر وسط فوضى الانحلال الرقمي والغزو التكنولوجي الرهيب الذي زحف على أمتنا العربية محملاً بترسانة من النماذج المشبعة بالتشتت والاغتراب العقدي والوطني.
فلا نبالغ حين نؤكد فاعلية هذه القيم في بناء صرح الشخصية الشبابية العربية، لما تنحته في أركان الفرد من دعائم يصعب إزالتها أو زعزعتها وسط موج الانهيار الأخلاقي السائد، بما يضمن بزوغ فئة شبابية واعية بذواتها، لا تغريها حملات الميوعة والتفاهة والفحش، عاملة في أرضها ووطنها، لا تثنيها جبال الصخر عن الحفر واستخراج كنوزها للنهضة بأوطانها وكتابة مجدها، مقبلة على أبنائها لزرع قيمهم الفضلى في صدورهم وأنفسهم، إيمانا منهم أن الأمة -في مجملها- التي تحيا على هذه القيم الإنسانية النبيلة، لا يطالها الموت أبداً.
ولعل هذا ما يقودنا طوعاً، نحو شباب معتصم بهويته العربية، متحصن بعروبته لما تختزله من ملاحم مشرفة رفعت ذكرهم في العليين قرونا طويلة، ليجدوا أنفسهم مقبلين على قراءة سيرتهم وأمجادهم، من جهة كونها منبعاً رئيساً ومصدراً غزيراً لكل قيمة عليا، تسمو بالإنسان نحو الفضائل السامية والأخلاق العلى.
إن من أوكد أولوياتنا أن نذكر بهذه المبادئ الإنسانية الرفيعة، ولا سلاح لنا، إلا إيماننا أنها كفيلة بإخراجنا من صحراء المهانة والتبعية والضعف، نحو مروج النهضة والنماء والعز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق