محمود أبو خميس: ترسيخ القيم الأصيلة لمواجهة التيارات الوافدة - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/31/2022

محمود أبو خميس: ترسيخ القيم الأصيلة لمواجهة التيارات الوافدة

مشاهدة
محمود أبو خميس

محمود أبو خميس *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

إنّ الله سبحانه خلق الإنسان لإعمار الأرض ولكي يكون فيها صالحاً ومصلحاً لدرجة أن رسولنا الكريم قال: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، فهذا يدل على أن العقيدة تحث الإنسان على السعي والاجتهاد، ولكن ماذا إذا قابل الإنسان فتنة من فتن الدنيا وأراد الشيطان أن يحيده عن الحق؟ هنا القرآن كأنه جاء للقيم ولكي يجعل الإنسان متزناً ولذلك قال الله: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).

وأما عن تأثير قيم الإنسان في حياته المستقبلية والعلمية، فكم من الموظفين والعمال وأصحاب الحرف المختلفة يُختارون للأعمال بسبب أمانتهم ولسانهم الطيب وكم من الناس حتى وإن كانوا جديرين، انحدروا وابتعد عنهم الناس بسبب عدم أمانتهم ونفاقهم وعدم المروءة، ولذلك قال النبي: (من غشنا فليس منا)، وقال الله سبحانه: (ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وهذا يعني أن الإنسان لا بد أن يعلم أنه لن يفلح ولن تكون في شخصيته بنية أساسية إلا إذا كان لديه منهج وكان قلبه نظيفاً، ويكون لديه مبادئ لا يتخلى عنها بل يتنفس بها في الحياة.

وكل إنسان حر وسوي تجده صاحب مروءة، فكان عنترة بن شداد يقول وهو في الجاهلية:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مثواها

فإذا ما تربى الإنسان على هذه الصفات فلن تسمع بفتاة قد اغتصبت ولا رجل قد سُرق، ولكن لا بد أن ينشر الإعلام قصصاً هادفة عن هذه الصفات وأن يكثروا من قولها حتى تغلب ما دون ذلك فإذا ما تغيب إعلامنا ومشايخنا عن التوعية فلمن تتركون الشباب والفتيات بعدما صار العالم منفتحاً ويرى الشباب ما يفعلونه في الغرب من عادات وتقاليد ثم يقلدونهم فإذا أردنا أن نحافظ على هويتنا فلا بد من اتباع الشرائع والعرف؛ ولذلك قال الله:  (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).

* طالب في جامعة الأزهر، مهتم بالكتابة، مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق