د. شريف شلال: نستطيع بناء حضارتنا الحديثة بسواعد شبابنا العربي - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


12/29/2022

د. شريف شلال: نستطيع بناء حضارتنا الحديثة بسواعد شبابنا العربي

مشاهدة
د. شريف شلال 

د. شريف شلال *

(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)

لا شك أن الأمة العربية، والإسلامية تعيش في ظلمات الركود الحضاري منذ قرون عدة؛ بسبب مركزية الدولة العثمانية الشديدة، لكن ثمة بريقاً ما قد لمع يبشر بفجر جديد، إذ إننا لا بد أن نحلل النجاح الباهر لقطر في تنظيم كأس العالم 2022؛ وكذلك المفاجأة الجميلة التي سببها تألق منتخب المغرب، إننا في هذا التحليل يجب أن نقف على أهم سبب في هذا النجاح لهذا الشباب العربي، هذا السبب هو: 
اللامركزية، أو روح الفريق!

إن اللامركزية هي عنوان، ومنهج حياة، وبها سبق الغرب الشرق، اللامركزية تعني ببساطة الحرية، والمساواة، والتي هي أهم قيمة إنسانية تبني عليها الحضارات، وهي أهم قيمة يحتاجها شبابنا العربي في بناء شخصيته المعاصرة؛ حيث إن الحرية تعني أن تكون نفسك، ثم تعبر عن نفسك، ثم تحقق ذاتك بكل قوة في مجالات الحضارة السبع وهي:

1- الدين: تبني اتجاه الإسلام الليبرالي الذي يجمع بين ثوابت الدين، وحرية الفرد في بوتقة واحدة بلا انفصام، أو تناقض، إنها الحرية الإسلامية يا سادة التي تميز هوية الشباب العربي، فهو يعبد الله بحريته، وبمحض اختياره بدون إفراط، أو تفريط بدون مجون، أو إرهاب.

2- العلم: يقولون: (ذلك الشبل من ذلك الأسد)، فشبابنا هم أبناء لابن الهيثم، وابن سينا، وابن رشد، أبناء الأندلس التي أنارت أوروبا وقت ظلامها.

3- العمل: شبابنا العربي هو أعظم مورد بشري نمتلكه لبناء آلة التصنيع، والإنتاج.

4- الثقافة: لا ريب أن ثقافتنا العربية المستمدة من الإسلام ستكون هي الدرع الواقي لحماية الجنس البشري في مستقبل يريد البعض إحداث خلل في منظومته. 

5- الرياضة: شبابنا العربي قوة إيجابية جبارة إذا خُطِّط لها بصورة صحيحة، فسوف تكون كل منتخباتنا مثل منتخب المغرب.

6- الفنون: فنوننا العربية أصيلة في معانيها العفيفة، وغزيرة في عواطفها النبيلة الجياشة.

7- الاجتماعيات: كل هذه الروافد تصب في ميناء المجتمع القوي المتماسك.

وفي النهاية، أريد أن أقول: نعم نحن نستطيع بناء حضارتنا الحديثة بسواعد شبابنا العربي القوي إذا زرعنا بداخله اللامركزية.

* صيدلي وباحث في العلوم الإنسانية ومحاضر ومؤلف كتب، مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق