مشاهدة
 |
ملفينا الشيخ |
طرطوس، سوريا: حسام الساحليحلمٌ: "أَمْضَتْ حَيَاتَهَا تَنْتَظِرُهُ على قَارِعَةِ قلبها؛ ابنُها الّذي غاب. حتّى هذه اللحظة لَمْ يُغَادِرْ رَحِمَهَا". الكاتبة (ملفينا يوسف الشيخ) حائزة على إجازة في الأدب الفرنسي من جامعة دمشق، تعمل بالتدريس و الترجمة. تكتب القصة القصيرة والقصيرة جداً، عضو في رابطة القصة القصيرة جداً في سوريا، ومؤلفة مشاركة في كتاب الرابطة (أشرعة من ضوء)، بالإضافة إلى كتب مشتركة مع كتّاب من الوطن العربي (ما وراء الحرف، سمفونية السرد) تكتب في صفحة منبر أدباء بلاد الشام في جريدة كواليس الورقية الجزائرية الأسبوعيّة. لمعرفة المزيد عن تجربتها الخاصّة في الأدب الوجيز، وعن البصمة النسائيّة العامّة في الكتابة الأدبية الوجيزة التقت "باث أرابيا" بالكاتبة ملفينا الشّيخ. الكتابة بشكل مكثف يعطي المادة الأدبية جمالية
تفتتح الكاتبة ملفينا حديثها عن بداية مسيرتها الأدبية: "بداية أنا بدأت بكتابة الومضة، وهي من السّهل الممتنع.. اخترت أن تكون بدايتي مع الأدب الوجيز لأنّه جمله قصيرة، وذات طابع موحى به، ومختصر في السّرد للتعبير بأكثر من دلالة لجذب القارئ، وهذا يتوافق مع عصر السّرعة، وعصر وسائل التّواصل الاجتماعي، الّتي تطغى على المشهد الثقافي العربي من خلال الفعاليات، والروابط الأدبيّة، والمسابقات الدورية في القصّة القصيرة جدّاً النهاية المفاجئة تعطي انطباعاً أكيداً لنجاح القصة، أو إخفاقها من خلال مقياس الرعشة والقشعريرة التي سببتها للقارئ. والكتابة بشكل مكثّف يعطي مادة جماليّة في جمل محدودة تلتقط اللحظة والحدث بكثافة لغويّة عالية، وبلاغة شديدة، ورمزية بعدد قليل من الكلمات".
 |
ملفينا الشيخ |
البصمة النسائية في الأدب الوجيز
تتابع الأستاذة مالفينا حديثها: "تظهر البصمة النّسائية في الأدب الوجيز من خلال الكتابة عن هموم اجتماعية كبيرة في سطور قليلة؛ لأنّ المرأة هي نصف المجتمع" وبرأيها لقد نشطت الكتابات النّسائية كثيراً في الآونة الأخيرة بسبب الحروب، وعدم الاستقرار. ولأنّ المرأة لها تكوينها الاجتماعي والنّفسي الخاص فهي مرهفة الأحاسيس، ورقيقة المشاعر، وأم حنون.. لا تحتمل مشاعر التّهجير، والموت، والفقد التي فرضتها ظروف الحرب، كما أنّه برأي الكاتبة ملفينا: "لقد عانت المرأة كثيراً من ظروف سيئة في كافة المجالات، فازداد عدد الكاتبات اللواتي عبّرن بجمل رشيقة ومختزلة عن الهموم التي تعانيها المرأة من ألم وحزن وفقد" وعن بداية صوتها النّسائي الأدبي أخبرتنا الأستاذة ملفينا: "أما أنا فلقد بدأت بحياكة ونسيج الكلمات ضمن قوالب أدبيّة وجيزة ليصل صوتي النًسائي الأدبي من خلال كتابة القصص عبر رابطة القصة القصيرة جداً في سورية، وكانت تنال المراكز الأولى إلى أن تمّ جمعها من قبل الرابطة في كتاب مشترك، وتحدّثتُ في قصصي عن هموم المرأة، والحرب، والحبّ بين الطّرفين بكل ما يحمله من غدر وفراق ولقاء.. مع نهاية صادمة لجذب اهتمام القرّاء، وجعلها مفتوحة على دلالات متنوعة".
 |
أعمال ملفينا الشيخ |
الأدب الوجيز يستحق الدّعم
تختتم الكاتبة ملفينا حديثها برسالة توجهها إلى كل ناقد أدبي يحارب الفنون الأدبية الحديثة بما فيها الأدب الوجيز: "الأدب الوجيز هو فنّ رائع، وحديث.. يجب الاهتمام به ودعمه من قبل الكتّاب، والأدباء، والمجموعات التي تهتم به.. وليس نقده، وفرض رأي النّاقد الخاص لأنّه لازال في طور التّجديد، والابتكار مع أنّ تلك الاختلافات في الرّأي تنصبّ لمصلحة هذا الجنس الأدبي للوصول إلى حالة من التّكامل، والاستقرار لإيضاح الصّورة، وإرساءها على منهج مكتمل العناصر. إنّ الأدب الوجيز بأسلوبه المختزل يتميز عن الأسلوب السردي من خلال دوره الفاعل في استثارة وجدان وذهن القارئ مع الاهتمام بالعنوان والخاتمة فإمّا أن يجذب المتلقي أو لا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق