
باريس: فابيولا بدوي
بعد انتهاء العام 2022 سيتجه المناخ تدريجياً ليصبح الأكثر سخونة على الإطلاق في فرنسا أو المملكة المتحدة وغيرهما، حيث سيسجل العام 2023 أرقاماً قياسية على المستوى العالمي، وسيكون واحداً من أكثر الأعوام حرارة على وجه الأرض، وفقاً لمكتب الأرصاد الجوية الفرنسية وخدمة الأرصاد الجوية البريطانية، ولا يستبعد أن يكسر الرقم القياسي للعام 2016.
بحسب مكتب الأرصاد الجوية في توقعاته السنوية: من المتوقع أن يتراوح متوسط درجة الحرارة العالمية نسبة أعلى من متوسط ما قبل العصر الصناعي (1850-1900)، حتى لو لم يكن هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، إلا أنه ليس من المستبعد تفوقه حتى على الرقم القياسي للعام 2016.
عن هذه التوقعات يحدد عالم المناخ في الأرصاد الجوية الفرنسية، جان ميشيل سوييرو، أن هذه التنبؤات المستندة إلى النماذج الفيزيائية التي تأخذ في الاعتبار المكونات الرئيسة لنظام مناخ الأرض، لا تدمج الأحداث غير المتوقعة مثل الانفجارات البركانية التي إذا جاءت قوية جداً، يمكن أن تسبب تبريداً مؤقتاً للمناخ (مع تصريف الكبريت المحول في الهباء الجوي).
أما بالنسبة للعام 2023 يرجع سوييرو أن الاحتمال الكبير لعام أكثر دفئاً بشكل أساسي إلى ظاهرة واحدة: النهاية المعلنة لحلقة النينيا التي استمرت لمدة ثلاث سنوات (النينيا: اختلاف طبيعي بارد في مياه المحيط الهادئ الاستوائية بسبب تقوية الرياح التجارية في هذه المنطقة من العالم)، ومن المرجح أن له تأثير تبريد على متوسط درجة الحرارة العالمية.
وقد أكد الدكتور نيك دونستون من مكتب الأرصاد الجوية في بيان صحفي أن النماذج المناخية تتنبأ بنهاية حلقة النينيا الحالية في الربيع المقبل، مع العودة إلى الظروف الأكثر دفئاً نسبياً في أجزاء من المحيط الهادئ الاستوائية، ومن المفترض أن يؤدي هذا التطور إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض في العام 2023 عن العام 2022
مضيفاً أن حلقة النينيو سوف تبدأ في المحيط الهادي، وهذه الحلقات تشبه إلى حد ما القلب النابض لنظامنا المناخي. فللمحيطات دور أساسي في نقل الحرارة من خط الاستواء إلى المناطق القطبية، ويمثل المحيط الهادئ أكبر كتلة مائية على كوكبنا، مما يضع التغيرات المناخية حول حوضها كأولوية، لذا فإن كل ما يأتي من أمريكا أو أستراليا أو آسيا وحتى ما نشهده في أوروبا غالباً ما يكون نتيجة غير مباشرة لما يحدث في المحيط الهادئ.
وتابع: ولكن هل بالضرورة سيتم تحطيم الأرقام القياسية العام المقبل؟ ربما الوقت مبكر جداً للافصاح عن ذلك بشكل قطعي، ولكن يجب التنبيه لهذه التوقعات مبكراً.
بشكل عام، فإن علماء المناخ يؤكدون على أنه من دون ظاهرة النينيو لرفع درجة الحرارة العالمية، وحتى لو لم يشهد العام 2023 تأثراً كبيراً بها، فإنه مع استمرار الزيادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية على قدم وساق كما يحدث حتى الآن، فمن المحتمل أن يكون العام الجديد عاماً بارزاً في حرارته.
بشكل عام، فإن علماء المناخ يؤكدون على أنه من دون ظاهرة النينيو لرفع درجة الحرارة العالمية، وحتى لو لم يشهد العام 2023 تأثراً كبيراً بها، فإنه مع استمرار الزيادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية على قدم وساق كما يحدث حتى الآن، فمن المحتمل أن يكون العام الجديد عاماً بارزاً في حرارته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق