
باريس: فابيولا بدوي
عادت السياحة إلى فرنسا إلى ما كانت عليه بحيث يمكن رؤية السياح في كل مكان، وتزايد الضغط على المتاحف والمعارض للدرجة التي دفعت المسؤولين عن متحف اللوفر، على سبيل المثال، للإعلان عن أنه سيحد عدد الزوار إلى 30000 زائر يومياً.
قد استغرق هذا الأمر عامين حتى تعود المتاحف إلى ذروة استقبال زائريها في 2022، وهو ما يتناقض تماماً مع العام 2021، أو عام الأزمة الصحية 2020.
بفضل عودة السياح الأجانب - باستثناء الصينيين - استقبل متحف أورسيه أربعة ملايين و200 ألف زائر، ومركز بومبيدو ثلاثة ملايين بمتوسط زيادة عشرة آلاف زائر يومياً، فيما اللوفر استقبل 7.8 ملايين زائر.
ويتحدث المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي عن رقم قياسي بلغ 3.5 ملايين زائر، وعاد مركز الآثار الوطني مع عشرة ملايين زائر مثل 1.7 مليون في قوس النصر، ومنزل فيكتور هوجو ومقبرة نابليون بونابرت وهكذا.
بحسب تصريحات العديد من المسؤولين في مجال السياحة، اجتمعوا تقريباً على أن المدخل المجاني للمجموعات الدائمة في بعض المتاحف، وإعادة افتتاح متحف كارنافاليت المخصص لتاريخ باريس (مليون زائر) وغيرهما له علاقة كبيرة بتزايد الزائرين للمتاحف والمعارض والرموز الأثرية سواء أكانوا من السياح أو المواطنين.
مع كل هذه العودة للنشاط السياحي المعتاد في فرنسا في العام 2022، إلا أن العودة أيضاً بشكل كبير لقوائم الانتظار أمام المتاحف الوطنية والمعارض الناجحة تتحول إلى حشود، ففي نهاية العام، وهي الفترة التي أتى فيها السائحون الأوروبيون والفرنسيون بأعداد كبيرة إلى العاصمة، اضطر متحف اللوفر إلى عرض لافتة تشير إلى أن أماكن الزيارة ممتلئة وأنه كان من المتوقع الانتظار لساعات عدة. فيما تراصت طوابير لا نهاية لها أمام مركز بومبيدو وأيضاً المعرض المخصص لجيرارد جاروست.
بشكل عام منذ العام 2020، اعتادت المتاحف بيع تذاكرها على الإنترنت، مع الاحتفاظ بحصة متبقية منها لزيارات اللحظة الأخيرة، وكان الهدف من هذا النظام تقليص فترات الانتظار بحيث لا تزيد على ربع ساعة أمام الأبواب، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه الإجراءات لم تنجح في الوصول لغايتها، حتى نصف ساعة.
من جهة أخرى، فإن متحف أورساي اضطر في نهاية العام 2022 إلى تطبيق نظام يحمي محتوياته المعروضة من تهديدات نشطاء البيئة وهو ما جعل وقت الانتظار لدخوله يصل أبعد من الوقت المقبول للانتظار.
وهو ما دفع برئيس متحف اللوفر، لورانس كارس، إلى الإعلان أن المتحف سيرحب حتى التمكن من ضبط قواعد الانتظار، بثلاثين ألف زائر يومياً كحد أقصى، مؤكداً أن راحة الزائر ستكون من التحديات الرئيسة للعام 2023 في المتاحف والمعارض الكبرى كافة في فرنسا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق