فيلم "شلبي" يُضحك دون أن يضحك عليك - باث أرابيا patharabia

Last posts أحدث المواد


1/05/2023

فيلم "شلبي" يُضحك دون أن يضحك عليك

مشاهدة

القاهرة: بهاء حجازي

يحكي فيلم شلبي عن شاب اسمه "صابر"، يصنع دمية ماريونيت يُطلق عليها اسم "شلبي"، ويحاول تحقيق حلمه فى تقديم عرض مسرحي للدمية بمساعدة أصدقائه، وهم مؤلف روايات رعب "بيومي فؤاد"، وممثل قادم من الإسكندرية لتحقيق حلمه في مصر "حاتم صلاح"، وسعدية "روبي"، وهي صاحبة الفندق الذي يقيم فيه الجميع، وتعاني ابنتها من فقد النطق بعد أن فقدت كلبها "قرنفل"، فهل سينجح أبطال الفيلم في عمل العرض المسرحي؟

قصة الفيلم شديدة البساطة، شبيهة بأفلام ديزني القديمة، وهي حيلة مقصودة من صناع الفيلم، لأنه يستهدف الأطفال كشريحة كبيرة من جمهوره، وهو ما يظهر من بساطة فكرته واستعانته بعدد من الأطفال في الفيلم، وكذلك أغاني الفيلم، حتى إن أغلب الجمهور في صالة العرض كان من الأطفال، ودور الشرير في الفيلم، شرير طيب، اسمه "وفائي"، وهو شخصية كرتونية نمطية، لأننا أمام فيلم بقصة بسيطة، لا تحتاج لشرير خارق، وتحتاج لشرير شديد السذاجة، لذلك اختار صناع الفيلم "محمد قلبظ"، الفنان الكوميدي ليقوم بالدور.

عناصر تميز الفيلم

كل عناصر الفيلم تميزت بالإتقان، أو على الأقل عدم الاستسهال، وهو الفخ الذي يقع فيه صناع الفيلم في الفترة الأخيرة، الفيلم نجح في تقديم وجبة سينمائية بسيطة وخفيفة في ساعتين هي مدة الفيلم، غناء واستعراض وكوميديا.

لكن مع ذلك، عاب الفيلم عدداً من الأخطاء على مستوى السيناريو والإخراج والمونتاج، نحن بالفعل أمام فيلم بسيط، لكنه أغفل بعض الجوانب، فعلى سبيل المثال على مستوى السيناريو، لم يقدم السيناريست تبريراً لعدم كتابة بيومي فؤاد للعرض المسرحي بما أنه مؤلف، والعمل يدور حول تحقيق الأحلام وإثبات الذات.

الاستعراض في النهاية كان شديد البساطة والضحالة، وكأن فريق العمل قرر إنهاء الفيلم بشكل سريع، حتى دور "حاتم صلاح"، في الاستعراض كان عبارة عن ثلاث جمل كان من الممكن أن يقولها أي شخص، ولا تحتاج لممثل من الأساس.

وبرغم بعض العيوب في الفيلم، فإن القصة متماسكة وغير مهلهلة، وكل شخصية لها قصتها وتاريخها الشخصي، الذي يجعل من كل شخصية حكاية بمفردها.

أما على مستوى الإخراج، فلن تشعر بوجود المخرج بيتر ميمي في الفيلم، وأفضل ما يقدمه المخرج هو ألا تشعر به، وإن كانت هناك بعض المشاكل في إيقاع الفيلم يتحمل مسؤوليتها مونتير العمل أحمدي حمدي ومخرجه بيتر ميمي، وستشعر في بعض فصول الفيلم، بخاصة الفصل الثاني، ببعض الملل، وسببه هو دس مشاهد لا أهمية لها، ومنها مشاهد الصعيد على الرغم من غرضها الأساسي وهو الضحك إلا أنها أضرت بإيقاع الفيلم.

الفصل الثالث، كان ساخراً من كل الأفلام التي تقدم هذه الثيمة، الصديق الذي يندم على خيانة صديقه، ومشهد الجري المتكرر على الكوبري لكي يلحق بالعرض، مع عدم وجود أي مبرر؛ لذلك كان من الممكن أن يستقل تاكسي بكل بساطة.

هناك أكثر من خطأ في الراكور في الفيلم، منها خطأ الفنانة روبي، عندما صعدت بالذهب لابنتها، نرى في لقطة الذهب حيث نراه بجواره، ثم نراه فوق رجلها.

كريم محمود عبدالعزيز

كريم محمود عبدالعزيز "ابن الوز بطل أوليمبي"

بعدما أثبت كريم محمود عبدالعزيز كونه ممثلاً درامياً في مشهد في الجزء الأول من مسلسل الاختيار ثم تعاونه في فيلم موسى الذي يخلو من الكوميديا، وتكرار التجربة في فيلم من أجل زيكو، والذي كان خليطاً من الكوميديا والدراما، ها هو يعود في فيلم "شلبي"، ليثبت أنه فنان درامي وكوميدي بامتياز، فكريم الذي قدم كوميديا متوازنة طوال الفيلم، يعود ليقدم مشهداً درامياً بعد تحطيم دمية شلبي من قِبل العصابة.

حاتم صلاح  نجم الكوميديا

حاتم صلاح هو أكثر عناصر الفيلم تميزاً من الناحية الكوميدية، حاتم صلاح الذي جسد في رمضان الماضي شخصية نفادي في مسلسل الكبير، حيث صديق الكبير غريب الأطوار بغمزته الشهيرة، والفيلم هو التجربة الأولى لحاتم صلاح سينمائياً بعد مشهد يتيم في فيلم الخطة العايمة.

حاتم صلاح الذي بدأ في مسرحية 1980 وأنت طالع، ثم مسلسل ليالي أوجيني سنة 2018، ومسرحيات أمين وشركاؤه، يثبت أنه قادر على الحضور بقوة كنجم كوميدي قادم، بشرط أن يكون لديه حس الاختيار، ويختار على الأقل الحد الأدنى من الأدوار الجيدة التي يستطيع من خلالها تقديم موهبته.

يقول حاتم صلاح في تدوينة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، إنه كان يذهب للعمل في الفيلم وهو "مبسوط"، وهو أفضل ما يقوم به المخرج في لوكيشن تصوير، أن يسهل المهمة على أبطاله لينعكس ذلك أمام الكاميرا.

صلاح يمتلك موهبة فطرية في الإضحاك، هو يضحكك دون أن يبذل مجهوداً، هو هنا يمثل دور ممثل صاعد قادم من الإسكندرية لكي يغزو السينما في مصر، وتواجهه العراقيل، وفي كل مرة يضحكك، لا أريد أن أحرق عناصر الفيلم، لكني أراهنك أنك ستخرج من الفيلم تسأل عن اسم هذا الممثل.

بيومي فؤاد

بيومي فؤاد .. لديه الجديد

برغم حضوره المكثف، فإن بيومي فؤاد لديه ما يقدمه، بيومي فؤاد أكثر فناني الألفية الجديدة حضوراً ليس في مصر فقط بل العالم أجمع، وهو الممثل المصري الذي لا يغيب عن الشاشة في أي شهر من شهور السنة، حتى أنه قدم في التوقيت نفسه مسرحية في مصر مع دنيا سمير غانم "آنستونا"، ومع أكرم حسني في السعودية "حتى لا يطير الدكان"، وأثبت في فيلم "شلبي"، أن لديه ما يقدمه، في الفيلم سيضحكك بيومي فؤاد أربع مرات على الأقل.

بيومي فؤاد، يمثل بكل بساطة، يُضحكك وهو يسبل يديه دون تشنج ودون أن يشعرك أن الأمر شاق عليه، وهو عنصر تميز لأي عمل يشارك به، مع الاعتراف أيضاً بأن بيومي فؤاد يشارك في أعمال دون المستوى تستنزف موهبته، مثل فيلم الشنطة، على سبيل المثال لا الحصر.

روبي .. لماذا؟

لا يختلف اثنان على موهبة الفنانة روبي التمثيلية، والتي تفجرت في مسلسل "سجن النسا"، وهي ممثلة جيدة، لكن روبي لم تعد تقدم جديداً، روبي في ريا وسكينة، هي روبي في واحد تاني، هي روبي في فيلم شلبي.

ظهور سلبي، ولا يضيف للفيلم، بل ينتقص منه، كان حضورها باهتاً، وهي التي تمتلك الحضور الكبير، روبي لا تغير جلدها، ويمتاز أداؤها بالاستسهال الشديد، مع أن لديها الكثير لتقدمه، فهي موهوبة موهبة حقيقية، لكن ما يدمر الموهبة هو الاستسهال والتكرار والتنميط، مع أن روبي قدمت ثنائياً جيداً مع كريم محمود عبدالعزيز، إلا أن الأداء في بقية مشاهد الفيلم امتاز بأقل القليل من الأداء، هي جيدة مع أنها تمتلك أن تكون ممتازة.

محمد رضوان .. عندما تأتيك الفرصة وتستغلها

محمد رضوان ممثل رائع، وبعيداً عن أي دور يقدمه وبعيداً عن صناع العمل، فهو يمتاز بالإتقان، فمحمد رضوان الذي نجح في مسلسل موضوع عائلي، وحتى في فيلم "نبيل الجميل"، الفيلم شديد السوء، ورغم سوء رسم شخصية محمد رضوان، كان محمد رضوان من أفضل من في الفيلم، وهو في هذا الفيلم يمارس تميزه؛ لكونه واحداً من مكاسب الفن المصري في الفترة الأخيرة، والفرصة التي واتته متأخرة تمسك بها جيداً، وهو جراند ممن سيلاقون انتشاراً كبيراً في الأعمال الفنية في الفترة القادمة.

من فيلم شلبي

أغاني الفيلم

سواء أغنية البطة السودا، التي غناها رامي جمال أحمد سالم (المطرب النقاش) في أول تجربة غنائية له، وهي تخدم قصة الفيلم عن تحقيق الأحلام، وكذلك أغنية "صابر"، التي غناها كريم محمود عبدالعزيز، وأغنية الاستعراض النهائي، كلها أغانٍ جيدة، وستعيش طويلاً، لكنها ستعيش في سياق الفيلم، على عكس أغنية الغزالة رايقة أغنية فيلم "من أجل زيكو"، التي حققت نجاحاً أكبر من نجاح الفيلم.

في النهاية، نحن أمام فيلم مصري جيد الصنع وإن شابه العيوب البسيطة، فيلم بسيط ومسلٍ وصالح للأطفال وسيتعلقون به أكثر عند عرضه تلفزيونياً، ويصلح لسهرة عائلية لطيفة، وستكون ألطف بصحبة الأطفال، وتقييمي النهائي له 6.5 من 10.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق