![]() |
محمد حسن الصيفي |
محمد حسن الصيفي *
(مسابقة متطلبات الأمن والأمان التي يحتاجها الشباب العربي)تستطيع أن تسأل أي شاب عربي يعبر من جهة لأخرى في الشارع، في مصر أو الجزائر أو اليمن أو الأردن، وسوف يضع كل احتياجات ومتطلبات الشباب العربي في ملخص عبارة عن جملة أو جملتين، لأننا جميعاً نحمل الهموم والأحلام نفسها، ونمتلك المشاكل نفسها، ونملك الرؤية نفسها بشكل يكاد يكون متطابقاً.
الشباب قوة وانطلاق وتحرر ومحاولات للخروج عن السائد، وتجريب للجديد، والغريب أحياناً، والانفتاح على العالم والآخر ولمس الأشياء عن قرب.
والمحاولة والتجريب يحتاجان إلى الحرية، والحرية تتطلب الأمن والأمانة كضمانة لها، والثلاثة ضد القيود والخوف؛ لذلك يحتاج الشاب العربي إلى الحرية لكي يجرب، أما قيود الخوف والقلق فإنها تضرب أي محاولة للتقدم والتحضر في مقتل.
ولذلك، فالحرية هي الضامن الوحيد للخروج بنتائج أي فكر أو محاولة بطريقة آمنة، يحتاج الشباب اليوم للبحث والتفكير والتنقيب في الدين والسياسة والاقتصاد والفنون بحرية وصبر، يحتاج لاكتشاف هويته وشخصيته في عالم يمر بتغيرات مجنونة في السنوات الأخيرة، وتجتاحه موجة من المعلومات والاختراعات والثورة على كل المعتقدات بشكل يجعل الناضج صاحب التجارب والخبرات يحتاج إلى وقت طويل لاستيعابها وربما فشل في ذلك، فما بالك بشاب قبل قليل كان طفلاً لا يعبأ بشيء إلا باللهو والمرح واللعب، وأصبح فجأة أمام معضلات فكرية ونفسية واجتماعية ضخمة؟
يحتاج فيها لمعرفة نفسه أولاً وموقعه من التاريخ والتراث في جهة، وبين الجديد والمستورد من جهة أخرى، ووسط كل تلك الصراعات مطلوب منه أن ينمو بطريقة صحيحة ويسير على الخط دون أخطاء وبهامش ضئيل من الحرية ووسط مخاطر واضحة على أمانه الشخصي، مشاكل اقتصادية وأمنية ومخاطر متعددة يحاول الهرب منها لمخاطر أكبر حين يقرر الهرب من نار الداخل إلى شواطئ الغرق على السواحل!
في رأيي لا قلق على شبابنا إلا من الكبت وانخفاض هامش الحرية والأمن والأمان التي من شأنها خفض الأمل والشعور باليأس، ولا احتياج أكبر وضمانة لمستقبل أكثر تطوراً من الحرية وبيئة آمنة تحتضن مختلف الميول والأفكار دون تمييز
* بكالوريوس تاريخ، كاتب وصحافي، مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق