![]() |
يوسف الشوفي |
يوسف الشوفي *
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
تعادل إيجابي.. هكذا صرّح المعلّق: الكلّ منتصرٌ.. الفريق الأول انتصر بأهدافه، والآخر انتصر بلعبه الجميل.
والمنتصر الأكبر هم الملايين بمختلف انتماءاتهم ولغاتهم وولاءاتهم، هتفوا، تحمّسوا، تعانقوا، على الرغم من كلّ الاختلافات بينهم.. هكذا تنطق كرة القدم بجمال المتعة فتبعد القبح، وبجمال الفوز تقرب أشتات الانتماءات المختلفة.
ولعلّ الذاكرة قريبةٌ قرب تلك النشوة بالانتصار، قريبةٌ على الرغم من الزمن والمسافات، والكرة مستديرةٌ ومع كلّ دورة يتقلّب عالم وفكر، دورات ومواقف شتّى.
الموقف الأول: هو اجتماع الولاءات والانتماءات المختلفة، وحتى اللغات المختلفة كلها لتشجّع فريقاً لم تكن له حظوظ، ممّا يثبت أنّ الكلّ مع المجتهد، ويقابله موقفٌ آخر حينما صفّق العالم لفريق اليابان على انضباطه وروحه وعلى وفاء جمهوره لقيم الحضارة ومنها النظافة.
الموقف الثاني: هو إصرار حارس مرمى منتخب المغرب على التحدّث بلغته الأم العربية، حينما سأله الصحفيّون من شتّى لغات العالم، على الرغم من تمكّنه من لغات أجنبية، إنّه الواثق المعتدّ بهويّته، والذي لا يشعر بالدونية أمام الآخر، ويستطيع فرض انتمائه لوطنه ولغته أمام كلّ العالم، لماذا لم تجلبوا معكم مترجمين؟ هكذا تكلّم باعتداد، ليس لأنه في موقع تفوّق في هذه اللحظة، بل لأنّ الانتماء بأصالته هو ذاته في كلّ لحظة وكلّ موقف، مُذكّراً مَن سُحرَ بعلوّ كعب الحضارات الأخرى، أنّ شبابنا ينهضون من رماد الفينيق.
الموقف الثالث: رقصة لاعبي المغرب مع أمهاتهم، فالانتصار والفرح وفاء للذي صنعه، والأمّ العربيّة تنجب الأوفياء، تنجب الفرح، فيحقّ لهم الفرح، ومن حقّنا أن نفرح على الرغم من أيّ خسارة، هكذا صبر الأم العربية، هو تماسك الأسرة العربية، وهذا ما تفتقده الكثير من الحضارات والدول، نعم، هو الوفاء للأسرة وشمسها المتّقدة في شبابنا من المهد، والوفاء للأبد. ومع كلّ دورة، دهر وفكر جديد، ودروسٌ بالقيم والجمال.
حقّاً الأهداف بمختلف معانيها القريبة والبعيدة، تقرّب وتجمع مختلف الانتماءات حول قيمة الاجتماع والهويّة الإنسانية ثم الوطنية. كذلك الكلّ منتصرٌ بإعلائه لقيم الجمال ونبذ القبح بما فيه من كراهية وعنصرية وعدوانية.
هنيئاً لصاحب القيم الوطنية والجمالية ببعدها الإنساني.
(مسابقة أهمية القيم الإنسانية في بناء شخصية الشباب العربي)
تعادل إيجابي.. هكذا صرّح المعلّق: الكلّ منتصرٌ.. الفريق الأول انتصر بأهدافه، والآخر انتصر بلعبه الجميل.
والمنتصر الأكبر هم الملايين بمختلف انتماءاتهم ولغاتهم وولاءاتهم، هتفوا، تحمّسوا، تعانقوا، على الرغم من كلّ الاختلافات بينهم.. هكذا تنطق كرة القدم بجمال المتعة فتبعد القبح، وبجمال الفوز تقرب أشتات الانتماءات المختلفة.
ولعلّ الذاكرة قريبةٌ قرب تلك النشوة بالانتصار، قريبةٌ على الرغم من الزمن والمسافات، والكرة مستديرةٌ ومع كلّ دورة يتقلّب عالم وفكر، دورات ومواقف شتّى.
الموقف الأول: هو اجتماع الولاءات والانتماءات المختلفة، وحتى اللغات المختلفة كلها لتشجّع فريقاً لم تكن له حظوظ، ممّا يثبت أنّ الكلّ مع المجتهد، ويقابله موقفٌ آخر حينما صفّق العالم لفريق اليابان على انضباطه وروحه وعلى وفاء جمهوره لقيم الحضارة ومنها النظافة.
الموقف الثاني: هو إصرار حارس مرمى منتخب المغرب على التحدّث بلغته الأم العربية، حينما سأله الصحفيّون من شتّى لغات العالم، على الرغم من تمكّنه من لغات أجنبية، إنّه الواثق المعتدّ بهويّته، والذي لا يشعر بالدونية أمام الآخر، ويستطيع فرض انتمائه لوطنه ولغته أمام كلّ العالم، لماذا لم تجلبوا معكم مترجمين؟ هكذا تكلّم باعتداد، ليس لأنه في موقع تفوّق في هذه اللحظة، بل لأنّ الانتماء بأصالته هو ذاته في كلّ لحظة وكلّ موقف، مُذكّراً مَن سُحرَ بعلوّ كعب الحضارات الأخرى، أنّ شبابنا ينهضون من رماد الفينيق.
الموقف الثالث: رقصة لاعبي المغرب مع أمهاتهم، فالانتصار والفرح وفاء للذي صنعه، والأمّ العربيّة تنجب الأوفياء، تنجب الفرح، فيحقّ لهم الفرح، ومن حقّنا أن نفرح على الرغم من أيّ خسارة، هكذا صبر الأم العربية، هو تماسك الأسرة العربية، وهذا ما تفتقده الكثير من الحضارات والدول، نعم، هو الوفاء للأسرة وشمسها المتّقدة في شبابنا من المهد، والوفاء للأبد. ومع كلّ دورة، دهر وفكر جديد، ودروسٌ بالقيم والجمال.
حقّاً الأهداف بمختلف معانيها القريبة والبعيدة، تقرّب وتجمع مختلف الانتماءات حول قيمة الاجتماع والهويّة الإنسانية ثم الوطنية. كذلك الكلّ منتصرٌ بإعلائه لقيم الجمال ونبذ القبح بما فيه من كراهية وعنصرية وعدوانية.
هنيئاً لصاحب القيم الوطنية والجمالية ببعدها الإنساني.
* بكالوريوس لغة عربية، مهتم بالكتابة، سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق